الرياض (الاتحاد، وكالات)
أكد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران لجزر دولة الإمارات الثلاث «طنب الكبرى» و«طنب الصغرى» و«أبو موسى»، مشدداً على دعم سيادة الإمارات على جزرها الثلاث ومياهها الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أراضي الإمارات.
واعتبر أن أية ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران في الجزر الثلاث باطلة ولاغية وليست ذات أثر على حق سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث، داعياً إيران للاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وهنأ المجلس في ختام أعمال اجتماع الدورة الـ 148 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، أمس، في الرياض دولة الإمارات بانتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022 - 2023، كما عبر عن دعمه لاستضافة الدولة للدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في أبوظبي 2023.
وأصدر المجلس بياناً اشتمل على مجمل القضايا المهمة على الساحة الخليجية والإقليمية.
ورفع المجلس الوزاري في البيان الذي تلاه الأمين العام للمجلس الدكتور نايف الحجرف صادق التهاني والتبريكات لقادة دول مجلس التعاون وأبناء دول مجلس التعاون بمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس المجلس.
وثمن المجلس الوزاري ما حققته مسيرة مجلس التعاون خلال العقود الأربعة الماضية، مؤكداً قوة وتماسك المجلس وثبات مسيرته ورسوخ منجزاته متطلعاً للعقد الخامس بكل أمل لتحقيق مزيد من المنجزات لدول المجلس، بما يعزز أمنها واستقرارها، ويحقق الرفاه والتقدم والتنمية المستدامة لشعوبها.
وأشاد المجلس بمضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام قمة القادة حول المناخ التي عقدت بدعوة من الرئيس الأميركي في أبريل الماضي بحضور 40 من قادة دول العالم منوها بجهود المملكة الرامية لمكافحة التغير المناخي لإيجاد بيئة أفضل، وبما تقوم به المملكة وكافة دول المجلس من جهود في كل ما من شأنه الحفاظ على البيئة بكامل مكوناتها وإيجاد بيئة مناسبة ورفع جودة الحياة من خلال إطلاق مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» التي أعلن عنهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مارس الماضي.
وهنأ المجلس السعودية لانتخابها عضواً أصيلاً في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية للأعوام 2021 - 2024.
وأشاد المجلس بالجهود التي تبذلها وزارات الصحة والعاملون بالقطاع الصحي بدول مجلس التعاون في مواجهة جائحة كورونا وأهمية الاستمرار والتوسع في حملات التطعيم والتحصينات التي ستساهم بتجاوز هذه الجائحة.
وحث المواطنين والمقيمين بدول المجلس على أخذ التطعيمات اللازمة ضد «كوفيد- 19» التي أثبتت فعاليتها ومأمونيتها للوصول للمناعة المجتمعية وتجاوز الجائحة.
ورحب المجلس الوزاري بالقيادة التي أظهرتها مجموعة الدول الصناعية السبع في الالتزام بتوفير أكثر من مليار جرعة من اللقاح للدول النامية، ما سيسهم في تسريع التعافي العالمي من هذه الجائحة وتحقيق معدلات إيجابية من النمو والتنمية المستدامة متطلعاً إلى تكثيف التعاون والشراكة البناءة مع دول المجموعة دعماً للأهداف والمصالح المشتركة.
وحول تعزيز العمل الخليجي المشترك اطلع المجلس الوزاري على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله وما تقوم به اللجان العاملة في إطار مجلس التعاون والأمانة العامة من جهود لتنفيذ قرارات مقام المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الـ 41 «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح» ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك في جميع المجالات.
واستعرض المجلس الوزاري مسيرة التكامل الاقتصادي والتنموي بين دول مجلس التعاون، مؤكداً الاستمرار في توثيق التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وصولاً لتطبيق كافة قرارات المجلس الأعلى المتعلقة باستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، ووصولاً لتحقيق الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025.
كما أكد المجلس الوزاري استمرار برامج التعاون ومتابعتها بين دول مجلس التعاون وكل ما من شأنه تطوير وتعزيز العمل الخليجي المشترك. ورحب المجلس الوزاري بالتوقيع على اتفاقية مقر مركز الإحصاء الخليجي لتكون عاصمة سلطنة عمان مسقط مقراً للمركز، وذلك استكمالاً لمراحل تأسيس المركز الذي يهدف إلى بناء القدرات الإحصائية والمؤسسية لدول مجلس التعاون، والذي من شأنه المساهمة في تطوير وتعزيز العمل الخليجي المشترك. وفي موضوع مكافحة الإرهاب أكد المجلس الوزاري على مواقف مجلس التعاون الثابتة تجاه الإرهاب ونبذه كافة أشكال العنف والتطرف والتزام الدول الأعضاء بمواصلة جهودها ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي وكافة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وتجفيف منابع تمويلها.
وشدد المجلس على أن استمرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية والموانئ البحرية والجوية والمنشآت النفطية في السعودية، وإطلاق القوارب المفخخة والمسيّرة يمثل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي وخطراً على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وأكد وقوف دول مجلس التعاون صفاً واحداً مع المملكة ضد هذه العمليات ودعم كافة ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها ومصالحها ومساندتها للحق المشروع لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية.
وطالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه الأعمال الإرهابية والجهات التي تدعمها وتكثيف الجهود لمنع تهريب الأسلحة إلى هذه الميليشيات، مشيداً بكفاءة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في اعتراض تلك الصواريخ والطائرات المسيرة والتصدي لها والتي بلغت أكثر من 367 صاروخا باليستيا و602 طائرة.
وأدان المجلس الوزاري استمرار إيران في دعم الجماعات الإرهابية والميلشيات الطائفية في العراق وسوريا واليمن وغيرها والتي تهدد الأمن القومي العربي وتزعزع الاستقرار في الدول العربية وتهاجم قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش». كما أدان كافة العمليات الإرهابية التي تتعرض لها أفغانستان والتي تستهدف المدنيين الأبرياء والمنشآت المدنية، كالمدارس ودور العبادة والمستشفيات، مؤكداً تضامن مجلس التعاون مع أفغانستان في محاربة الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار في أراضيها.
أهمية استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في «غزة»
رحب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أهمية أن يكون وقف إطلاق النار مستداما.
وأشاد المجلس الوزاري في البيان الصادر بختام أعمال اجتماع الدورة الـ 148 في الرياض بالجهود العربية والدولية الهادفة إلى حقن الدماء وإنهاء العنف والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية والمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة إحياء عملية السلام لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً.
وأكد المجلس الوزاري على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى ودعمها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حقوق اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
وأدان المجلس الوزاري استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني باعتبارها خرقا للقانون الدولي وتهدد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ومطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني.
ضرورة مشاركة دول المجلس بالمفاوضات النووية مع إيران
استنكر المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية استمرار إيران في عدم الوفاء بالتزاماتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف تنفيذ تعهداتها وتأخرها في توفير المعلومات المطلوبة حول برنامجها النووي.
وأكد المجلس الوزاري ضرورة التزام إيران بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خاصة فيما يتعلق بتجاوزاتها في نسب تخصيب اليورانيوم، واحترام حصانات وامتيازات مفتشي الوكالة.
وأشار المجلس الوزاري إلى خطورة الفصل بين تداعيات الاتفاق النووي مع إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وانتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن وتهديدها لخطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية وخطورة برنامجها الصاروخي وغيرها من وسائل تهديد أمن واستقرار دول الخليج العربية.
وأكد ضرورة أن تشتمل مفاوضات اللجنة المشتركة الخاصة بالملف النووي الإيراني، الجارية في فيينا أو أية مفاوضات أخرى مع إيران، معالجة سلوك إيران المزعزع لاستقرار المنطقة ورعايتها للإرهاب والميليشيات الطائفية وبرنامج الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة في سلة واحدة مع الأخذ بعين الاعتبار قلق دول المنطقة العميق من الخطوات التصعيدية التي تتخذها إيران لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي.
وشدد المجلس الوزاري على ضرورة مشاركة دول المجلس في المفاوضات الدولية مع إيران.
التأكيد على أولوية الأمن المائي لمصر والسودان
أكد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، أولوية الأمن المائي للسودان ومصر وأهمية استمرار المفاوضات المتعلقة ببناء سد النهضة الأثيوبي للوصول إلى اتفاق عادل وفق القوانين والمعايير الدولية في أقرب وقت ممكن.
وشدد المجلس الوزاري في البيان الصادر بختام أعمال اجتماع الدورة الـ 148 في الرياض على دعم ومساندة دول مجلس التعاون لكافة المساعي التي من شأنها أن تسهم في حل ملف سد النهضة بما يراعي مصالح كافة الأطراف.
ورحب المجلس الوزاري بنتائج اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في الدوحة الثلاثاء الماضي والذي أكد على أن الأمن المائي لكل من السودان ومصر هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي ورفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل.
الإشادة بنتائج مجلس التنسيق الكويتي - السعودي
أشاد المجلس الوزاري الخليجي أمس، بنتائج الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الكويتي - السعودي، وما اشتمل عليه من اتفاق وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم.
وأكد البيان الختامي لأعمال اجتماع الدورة الـ 148 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، والذي تلاه الأمين العام للمجلس الدكتور نايف الحجرف أن ذلك يعد تطويراً للعلاقات بين البلدين وتنويعها.
كما أكد البيان أن هذا العمل الثنائي بين الدول الأعضاء يعد رافداً من روافد العمل المشترك، ويعزز مسيرة مجلس التعاون لما فيه الخير لمواطني المجلس.