حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
دعت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، إلى عقد قمة لدول اتحاد المغرب العربي، معلنة عن اتفاقها مع نظيرها المغربي على تشكيل لجنة قنصلية مشتركة.
وثمنت المنقوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، أمس، في الرباط دور المغرب في احتضان الحوار السياسي الليبي في الصخيرات وجهودها الحالية لتحقيق التوافق بين الليبيين، مشددة على أهمية السياسة الدبلوماسية المغربية المحايدة التي تخدم التوافق الليبي.
وأكدت المنقوش أنه «ليس هناك مستقبل في ليبيا إلا عبر الحوار والتوافق ووضع رؤية موحدة من كل الأطراف»، آملة في دعم مغاربي لليبيا خلال مؤتمر «برلين 2»، الذي سيعقد في 23 يونيو الجاري بالعاصمة الألمانية على مستوى وزراء الخارجية.
بدوره، أكد وزير الخارجية المغربي، أن الرباط تريد أن ترى ليبيا بلداً مستقراً وأن يعيش الشعب الليبي في إطار مؤسسات موحدة ورؤية لتنميته واستقراره، معلنا أن دعم المملكة لليبيا غير مشروط وغير محدود.
وأعرب بوريطة عن تفاؤل بلاده تجاه ليبيا، مؤكداً أن المملكة تدعم ما هو في مصلحة ليبيا والليبيين.
وقال بوريطة إن «ليبيا تمر بمرحلة دقيقة جداً ومتفائلون بأن البلاد تسير بالاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى أن علاقات المغرب مع ليبيا تاريخية، نافياً أن يكون لديها أي أجندات تجاه هذا البلد.
وقال الدكتور محمد بودن الأكاديمي والمحلل سياسي المغربي إن دعوة وزيرة الخارجية الليبية لتفعيل الاتحاد المغاربي لها مقاصد نبيلة وتنطلق من وحدة المصير واللغة والثقافة والدين والتي يفترض أنها عوامل في مصلحة الاتحاد واعتباراً للعوامل «الجيو- استراتيجية» والتاريخية في المسيرة المغاربية، مؤكداً أن التحديات تظل كبيرة وتؤثر على التحام جناحي الفضاء المغاربي.
وأشار بودن في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى أن إرادة الوحدة ليست سائدة لدى جميع مكونات الفضاء المغاربي، موضحاً أن الجمود ليس مرتبطاً بظروف معينة، خاصة أن الأسباب معلومة لدى العموم، مؤكداً أن انعقاد الاتحاد المغاربي سيمثل تخلياً عن جمود آلية إقليمية واستجابة لطموحات مشروعة لـ 100 مليون مغاربي، معظمهم شباب لكن إذا توفر الصدق واحترام سيادة البلدان الأعضاء والإيمان بقيم الأخوة وحسن الجوار.
وفي سياق آخر، واصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، اتصالاته مع الأطراف الفاعلة على الصعيدين الوطني والدولي لحشد المزيد من الدعم للعملية السياسية، وذلك في إطار التحضير لمؤتمر «برلين 2»، مشدداً على أهمية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة في 24 ديسمبر والبدء بانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
وأجرى المبعوث الخاص عدداً من المكالمات الهاتفية مع العديد من الأطراف الليبية، بمن فيهم رئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة، وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر.