هدى جاسم، وكالات (بغداد)
قُتل 3 متظاهرين عراقيين برصاص القوات الأمنية، وأصيب عشرات آخرون، جراء الغاز المسيل للدموع، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية، إثر صدامات تخللت تظاهرة في ساحة التحرير وسط بغداد، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتلة ناشطين.
وأكد علي البياتي، عضو مجلس مفوضية حقوق الإنسان في العراق، مقتل ثلاثة من المتظاهرين وإصابة العشرات خلال المصادمات التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية في ساحة التحرير وسط بغداد.
وأصيب أيضاً خمسة عناصر أمن بجروح، إثر الصدامات التي اندلعت عقب تفريق التظاهرة. وشارك الآلاف في التظاهرة، التي ضمت محتجين من مدن جنوبية مثل الناصرية وكربلاء، رفعوا صور ناشطين تعرضوا للاغتيال بينهم إيهاب الوزني، الذي اغتيل في كربلاء مطلع الشهر الجاري، مرفقة بعبارة «من قتلني؟». وجاءت هذه التظاهرة خصوصاً للاحتجاج على اغتيال الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في كربلاء، والذي كان لسنوات عدة يحذر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وهو في طريقه لمنزله بالمدينة الواقعة جنوب العراق قبل نحو أسبوعين. وتجمّع المتظاهرون بساحة الفردوس، فيما تجمع آخرون في ساحة النسور قبل الانطلاق إلى ساحة التحرير مركز التظاهر في بغداد، والتي شهدت إجراءات أمنية مشددة وانتشار مئات من عناصر مكافحة الشغب وحفظ النظام. وهتف المتظاهرون الذين كان غالبيتهم من الشباب «بالروح بالدم نفديك يا عراق»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ثورة ضد الأحزاب». وقال المتظاهر حسين البالغ 25 عاماً: «التظاهرة اليوم احتجاجاً على قتل الناشطين»، مضيفاً: «كل من يرشح نفسه من العراقيين الأحرار غير المنتمين إلى حزب يتعرض للقتل». وتابع: «لذلك نعتبر الانتخابات باطلة، ويراد منها تدوير النخبة الفاسدة».
وبالنسبة للمتظاهر محمد البالغ 22 عاماً: «هناك مندسون بين المتظاهرين، ويلتقطون صورنا لتهديد وقتل الناشطين لاحقاً.. إنهم الميليشيات والأحزاب الذين يفعلون ذلك». وتأتي الاحتجاجات بعد نحو عامين من انطلاقة «ثورة تشرين» في 25 أكتوبر 2019، والتي انتهت باستقالة رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي وتولي مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات المسؤولية.
وعلى إثر اغتيال الوزني، وهو أحد أبرز قادة الاحتجاجات في كربلاء، دعا 17 تياراً ومنظمةً منبثقةً من الحركة الاحتجاجية رسمياً إلى مقاطعة الانتخابات المبكرة التي وعد بها الكاظمي. وأعلنت تلك التيارات في 17 مايو في بيان مشترك من كربلاء رفض «السلطة القمعية»، وعدم السماح «بإجراء انتخابات ما دام السلاح منفلتاً والاغتيالات مستمرة»، والتي ينسبها ناشطون إلى ميليشيات، وسط تعاظم نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران على المشهد السياسي.
اعتقال 4 مندسين يحملون أسلحة
أعلنت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات العراقية، أمس، القبض على 4 مندسين يحملون أسلحة قرب ساحة التحرير وسط بغداد.
وقالت خلية الإعلام، في بيان: «إن المندسين حاولوا اختراق الخطوط الأمامية، وإحداث الفوضى أثناء التظاهرات». وأضافت: إن القوات الأمنية المشتركة باشرت حماية أمن وسلامة المتظاهرين، والحفاظ على سلميّة التظاهرات، ومنع المظاهر المسلحة، ورفض استخدام السلاح، والحفاظ على المال العام والخاص، ونبذ الممارسات غير القانونية التي قد تحرف سير التظاهرات عن مسارها السلمي المرجو منها.