كابول، باريس (وكالات)
قال مسؤولون أمس، إن مسلحي حركة «طالبان» تمكنوا من انتزاع السيطرة على منطقة استراتيجية أخرى في قلب إقليم «وارداك» بوسط أفغانستان، وهذا ثاني نصر من نوعه تحققه «طالبان» خلال يومين.
وبعد 4 أيام على الأقل من القتال، سيطر المسلحون على منطقة «جالريز» في «وارداك»، بحسب ما ذكره عضوا المجلس الإقليمي محمد ساردار باختيار وخواني سلطاني.
وأضاف العضوان أن حوالي 35 فرداً من قوات الأمن الأفغانية التي كانت متمركزة في المنطقة سلموا انفسهم لـ«طالبان»، بعد حوالي 48 ساعة من المقاومة العنيفة.
كما أوضحا أن الجيش حاول توصيل إمدادات وتعزيزات من خلال الجو، ولكن العملية باءت بالفشل.
وهذه ثاني منطقة استراتيجية تنتزع «طالبان» السيطرة عليها في الآونة الأخيرة، بعد منطقة «نيرخ».
و«جالريز» من المناطق الاستراتيجية في الإقليم، بالنسبة لـ«طالبان» وللحكومة الأفغانية، حيث إنها تربط بين العديد من المناطق الأخرى داخل الإقليم، كما يوجد بها الطريق الرئيسي إلى مناطق وسط البلاد، مثل إقليم «باميان».
وبالسيطرة على «جالريز»، تستطيع «طالبان» بسهولة الآن تهديد مناطق أخرى في الإقليم، بل والسيطرة عليها، وفق ما أوضحه عضوا المجلس.
وسيطرت «طالبان» أمس الأول، على منطقة «دولت شاه» في إقليم «لاغمان»، شرقي البلاد، دون أن تواجه مقاومة.
وقبل أسبوع، انتزعت «طالبان» السيطرة على منطقة استراتيجية في قلب إقليم «وارداك»، بالقرب من العاصمة كابول، وقبل أيام من ذلك، اجتاح المسلحون منطقة في إقليم «باغلان» شمالي البلاد.
وفي سياق آخر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ أمس، أن الحلف يعتزم الإبقاء على أنشطة التدريب وتمويل بعض الأنشطة في أفغانستان وخارجها بعد الانسحاب العسكري لا سيما من أجل ضمان أمن مطار كابول.
وقال في باريس في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «طالما أننا ننهي وجودنا العسكري، نفتح فصلاً جديداً، إن دعم حلف شمال الأطلسي سيستند إلى ثلاث ركائز».
وأوضح «أولا نعتزم تقديم المشورة والدعم لقدرات أجهزة الأمن الأفغانية إلى جانب دعم مالي مستمر، ثانياً: نخطط لتوفير التدريب خارج أفغانستان خصوصاً في مجال العمليات الخاصة، ثالثا: نعتزم تمويل تقديم الخدمات وبعضها لعمل المطار».
ويشكل مطار كابول عنصراً أساسياً في انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي أعلنته الولايات المتحدة والتحالف، فهو يجب أن يكون آمنا بشكل كافٍ لضمان الخدمات اللوجستية وأمن السفارات الأجنبية في كابول المتجمعة ضمن «المنطقة الخضراء» الشديدة التحصين في وسط المدينة والتي يوجد فيها مهبط للمروحيات لكن تعتمد على المطار الدولي للوصول إلى بقية أنحاء العالم.
ومن المقرر أن يغادر حوالي 10 آلاف جندي من قوة الأطلسي أفغانستان بعد الإعلان عن الانسحاب الأميركي بحلول سبتمبر بعد 20 عاماً من التدخل العسكري في هذا البلد الذي لا يزال الوضع الأمني فيه هشاً.