أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إنه يتوقع شطب ما يصل إلى 45 مليار دولار من ديون السودان الخارجية في إطار مبادرات تخفيف أعباء الديون عن الدول الفقيرة في العالم.
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن حمدوك قوله في تصريحات صحفية بالعاصمة السودانية الخرطوم: إن السودان سيصل إلى لحظة اتخاذ القرار بشأن ضمه إلى مبادرة مساعدة الدول الفقيرة المثقلة بالديون بحلول أول يونيو المقبل، ليبدأ بعدها تخفيف أعباء الديون عن السودان تدريجيا.
وكان حمدوك يتحدث للصحفيين بعد عودته من فرنسا حيث شارك في مؤتمر دولي لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، سعت من خلاله الحكومة إلى التوصل لاتفاق مع المانحين الدوليين لتسوية ديون السودان القديمة، والتي تقدر بنحو 60 مليار دولار.
وعلى صعيد متصل، وصف البنك الدولي، الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذها السودان بأنها جريئة، وستقود إلى التعافي وحل مشاكل الديون.
وقال المدير العام للعمليات بالبنك الدولي أكسل فان تروتسنبرج في تغريدة له، نشرتها وكالة الأنباء السودانية أمس، إنه أكد خلال لقائه برئيس الوزراء السوداني في باريس دعم البنك الدولي للإصلاحات الجريئة في السودان، بغرض إعادة السودان إلى طريق التعافي الاقتصادي وحل أعباء الديون السودانية.
وأضاف أن البنك الدولي يتطلع إلى تعميق الشراكة ومساعدة السودان في تحقيق مكاسب تنموية حقيقية، وأشار إلى أن ذلك سيساعد السودان على تخفيف الصدمات وتعميق الإصلاحات اللازمة لنمو الاستثمار لأجل مواطنيه.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الاثنين الماضي إسقاط ديون مستحقة على السودان بقيمة 5 مليارات دولار.
وقال ماكرون خلال المؤتمر الذي استضافته فرنسا لدعم الحكومة الانتقالية في السودان: إن السودان أوفى بكل الشروط اللازمة للانضمام إلى مبادرة دعم الدول المثقلة بالديون، مضيفا أن فرنسا قدمت قرضا طارئا للسودان بقيمة 1,5 مليار دولار لمساعدته في سداد التزاماته المتأخرة لصندوق النقد الدولي.
إلى ذلك، قال بنك السودان المركزي، في بيان أمس، إنه بصدد إطلاق نظام لعطاءات العملات الأجنبية في إطار تعويم مرن ومحكوم للجنيه السوداني.
وأضاف أن البنوك السودانية ومكاتب الصرافة اشترت عملات أجنبية بقيمة 1.2 مليار دولار منذ خفض قيمة الجنيه في فبراير، والذي جعل السعر الرسمي متفقا مع سعر السوق السوداء.
وفي سياق آخر، أعلن الجيش السوداني استعادة مساحات زراعية جديدة كانت بيد الميليشيات الإثيوبية على الحدود الشرقية بعد اشتباكات عنيفة.
وقالت مصادر عسكرية سودانية: إن القوات المسلحة السودانية وقوات الاحتياط تمكنت من استرجاع حوالي 20 ألف فدان بعد معارك عنيفة في منطقة «القلابات الشرقية» وشرق «جبل طيارة». وبحسب المصادر السودانية فإن المعارك العسكرية خلفت عشرات القتلى وسط الميليشيات الإثيوبية.
واستعادت القوات المسلحة السودانية في سياق حملتها هذه 5 مستوطنات كان يسيطر عليها كبار المزارعين والميليشيات الإثيوبية منذ عام 1995. وتشهد حدود السودان وإثيوبيا توتراً عسكرياً منذ نوفمبر الماضي عندما أعاد الجيش السوداني نشر قواته في أراضي «الفشقة» واسترد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي ظلت مجموعات إثيوبية تفلحها تحت حماية الميليشيات لأكثر من 25 سنة.
من جانبها، تتهم إثيوبيا القوات المسلحة السودانية بتأجيج الأوضاع على الحدود بالتوغل داخل مناطقها والسيطرة على أراضيها الزراعية.