حسن الورفلي (القاهرة، بنغازي)
حذر نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني من تجدد المواجهات المسلحة في البلاد، مؤكداً أن الطرفين المتحاربين ما زالت أيديهما على الزناد رغم أعمال اللجنة العسكرية، مشيراً إلى أن الجنوب الليبي دفع الثمن باهظاً بسبب الأزمة السياسية والحروب.
وأعرب الكوني، في مؤتمر صحفي، عن مخاوفه من استمرار انقسام المؤسسة العسكرية الليبية، مشيراً إلى أن الجيش لم يتوحد حتى الآن بسبب وجود أزمة ثقة بين الطرفين، معرباً عن أمله بأن تبدأ خطوات فعلية لتوحيد الجيش الليبي خلال الفترة المقبلة.
وأشار الكوني إلى إنجاز المجلس الرئاسي الليبي الكثير في ملف توحيد مؤسسات الدولة وينتظر توحيد المؤسستين العسكرية والمالية، كاشفاً عن زيارة سيقوم بها لجنوب البلاد للقاء قيادات عسكرية للتشاور حول توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مناشدا مجلس النواب الليبي الإسراع في اعتماد الميزانية العامة للدولة للعام 2021 لتمكين حكومة الوحدة من القيام بمهامها.
واعتبر المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي خلال حديثه لـ«الاتحاد» دعوات نائب رئيس المجلس الرئاسي ورئيس حكومة بمثابة «تغريد خارج السرب»، لأن الثقة مفقودة بين الأطراف التي تسيطر فعليا على الأرض، مشيرا لوجود عناصر مسلحة غرب ليبيا لا تؤمن بالشراكة مع المؤسسة العسكرية، فضلاً عن ارتهان هذه الميلشيات لتركيا، مؤكداً أن الحديث عن توحيد المؤسسة العسكرية لن يتحقق إلا في حالة واحدة وهي حل الميليشيات المسلحة، وتسليم أسلحتها وحصر التعامل مع المؤسستين العسكرية والشرطية في ليبيا.
يأتي ذلك، فيما أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن اتفاق تركيا وألمانيا على ضرورة مغادرة جميع المقاتلين الأجانب ليبيا، مشيراً إلى أن أنقرة لديها ما وصفه بـ «اتفاق ثنائي مع حكومة الوفاق» بشأن تمركز قواتها هناك دون أن يشير إلى إرسال بلاده لأكثر من 10 آلاف مرتزق من سوريا إلى ليبيا بينهم مقاتلون سابقون بتنظيمي «داعش» و«القاعدة».
وأكد وزير الخارجية التركي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني هيكو ماس في برلين، أن القوات التركية في ليبيا موجودة هناك بموجب اتفاق مع حكومة «الوفاق» السابقة، وينبغي عدم الخلط بينها وبين المقاتلين الأجانب المتمركزين هناك، على حد تعبيره.
وأضاف الوزير التركي «متفقون على انسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا، إلا أن إنهاء الدعم المقدم بناءً على اتفاقية ثنائية لن يكون في صالح ليبيا».
في طرابلس، كلف المجلس الرئاسي الليبي، أمس، حسين محمد خليفة العائب بمهام رئيس جهاز المخابرات الليبية.
وعلمت «الاتحاد» أن رئيس المخابرات الليبية الجديد ينتمي لقبيلة «الصيعان»، وهو أحد رجال الأمن النشطين قبل عام 2011، ويرتبط بعلاقات مع عبد الله السنوسي رئيس الاستخبارات في عهد القذافي، وقد شغل منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الليبية في المنطقة الشرقية بعد عام 2014، يحظى بقبول، سواء في شرق أو غرب ليبيا.