عدد اليوم
شعبان بلال، وكالات (القاهرة، نجامينا)
أعلن المتحدث باسم الجيش التشادي للتلفزيون الرسمي أن المجلس العسكري الذي يحكم تشاد منذ وفاة الرئيس إدريس ديبي إيتنو، شكّل حكومةً انتقاليةً.
وعيّن نجل الرئيس الراحل محمد إدريس ديبي، الذي يرأس المجلس العسكري المؤقت، في مرسوم أربعين وزيراً وسكرتير دولة، مع استحداث وزارة جديدة للمصالحة الوطنية. كما أعلن المجلس أيضاً، رفع حظر التجول المفروض منذ 12 يوماً على إثر وفاة الرئيس إدريس ديبي إيتنو، بحسب مرسوم صادر عن المتحدث باسم الجيش. يأتي ذلك فيما أكد خبيران تشاديان إمكانية خروج تشاد من أزمتها بسلام عبر جهود الوسطاء الإقليميين والتطورات الداخلية، وأشارا إلى أن استقرار الوضع رهن عوامل عدة أهمها ما ستفضي إليه تداعيات تشكيل الحكومة الانتقالية والتوافق السياسي حول شكل السلطات الانتقالية.
وكان المجلس العسكري الانتقالي في تشاد أعلن عن تمكن قوات الجيش من استعادة مدينة نوكو في مقاطعة كانم شمال بعد طرد متمردي جبهة «التغيير والوفاق منها».
وتوقع المحلل السياسي والإعلامي التشادي أبوبكر عبدالسلام أنه من خلال آخر التطورات يمكن القول: إن تشاد قد تخرج من الأزمة بسلام، مضيفاً: إن هناك احتمالات أن تكون هناك نهضة حقيقية إذا استمع الجميع لصوت الوطن.
وأضاف لـ«الاتحاد»: إن هناك وسطاء إقليميين، وتتواصل الاجتماعات مع رئيس الوزراء باهيمي باداكي ألبير، حول معطيات الأحداث، لافتاً إلى أنه على مستوى التظاهرات لم يكن هناك جديد غير دعوات أطلقتها الأحزاب السياسية والتجمعات المدنية.
وأضاف: إن نتائج التظاهرات السابقة كشفت للمجلس العسكري الانتقالي وجود حسابات جديدة دخلت في الحسبان، وصار للشارع حضور كبير قد يشكل نقلة نوعية في أن يكون جزءاً من تقرير مصير الأزمة، مشيراً إلى أن هناك تحركات أيضاً للمعارضة المسلحة التي اشتبكت مع المجلس العسكري في مدينة نوكو.
من جانبه، قال المحلل السياسي التشادي عبدالرحمن عمر قرقوم لـ«الاتحاد»: إن الوضع الآن مستقر نسبياً، خصوصاً في الأقاليم الوسطى، أما الشمال فما يزال في حالة عسكرة والأنباء متضاربة حول من يسيطر، بشكل كامل، على البوابة الشمالية ابتداء من إقليم كانم وما فوق، مشيراً إلى أن الأوضاع مرشحة للتصعيد في ظل حالة التحشيد والاستقطاب.
ورهن قرقوم استقرار الوضع في تشاد بعوامل عدة أهمها ما تفضي إليه المشاورات حول تشكيل الحكومة الانتقالية، والحسم العسكري الميداني بين الجيش والحركات المسلحة، وحجم التنازلات التي يمكن أن يقدمها المجلس العسكري للقوى الموجودة.
