أحمد عاطف (القاهرة)
كان قدرهم أن يكونوا أول من يشاهدوا ويسمعوا عن حادث القطار رقم 949 المتجه من القاهرة للمنصورة، هم أهالي قرية (كفر الحصة) الصغيرة المطلة على طريق مصر إسكندرية الزراعي الموازي لخط السكة الحديد بمحافظة القليوبية، والذي يبلغ تعدادهم نحو 6 آلاف فرد حسبما قال عمدة القرية الحج ماجد لـ«الاتحاد».
الحج ماجد كشف لـ«الاتحاد» أنهم لم يقوموا إلا بالواجب، وأن عملية استضافة المصابين والجرحى تمت بشكل غير منظم وكانت من كل منازل القرية، لافتاً إلا أن موائد الطعام التي خرجت من المنازل والذي تجمع معظمها في منزله وخرجت تحملها نساء القرية، مشيراً إلى أنهم لو كان بإمكانهم تقديم أكثر من ذلك لم يكن ليتأخروا.
عمدة القرية التابعة لمحافظة القليوبية المصرية، أكد أن الكثير من المصابين والناجين في الدقائق الأولى قاموا بتهدئتهم من الصدمة، وقدموا لهم المياه والعصائر، ثم قاموا بتوصيلهم لأقرب موقف سيارات، لافتاً أنهم عثروا على طفل رضيع في الحادث وقاموا بتسليمه للجهات المختصة.
من جانبه، قال إبراهيم شاهين، أحد أهالي القرية، إنه طلب من أهل منزله تجهيز أكبر كمية من الطعام والشراب بعد اقتراب آذان المغرب وموعد الإفطار وتقديمها لفرق الإنقاذ والصحفيين والمسؤولين الموجودين بموقع الحادث.
وقال شاهين لـ«الاتحاد»: إن سيارات محملة بالمياه والعصائر والأطعمة الجاهزة والباردة وصلت موقع الحادث من مول «العابد» القائم على طريق مصر إسكندرية الزراعي لتقديمها لكل المتواجدين، مع انطلاق مدفع أذان المغرب.
وأشار شاهين إلى أنهم كانوا دائماً يشهدون حوادث على الطريق، لكن للمرة الأولى يرون حادثاً مروعاً بهذا الشكل، خاصة أن مشهد الوفيات والمصابين كان مروعاً للغاية، موضحاً أنه استقبل أحد المصابين الذي كانت يده مبتورة جراء الحادث، وساعده في ركوب سيارة الإسعاف.
وتتميز القرية الصغيرة بعدد من الكافيهات والمطاعم المطلة على الطريق السريع وخط السكك الحديدة، واعتادوا على إفطار الصائمين المارين من أمام محالهم ومنازلهم.
خالد المقاول، أحد الذين ساعدوا في إخراج الأطعمة من منزله وكذلك في عمليات الإنقاذ، موضحاً لـ«الاتحاد» أنه كان أول من وصل للحادث، لا سيما أن غبار القطار قد وصل لارتفاع نحو نصف متر بالأعلى، وساعد في إنقاذ وجمع أشلاء الموتى.
خالد أشار إلى أن فريق النيابة العامة قام بتفريغ كاميرات المحال والكافتيريات لمشاهدة ما حدث بشكل تفصيلي للقطار قبل وبعد الحادث، لافتاً إلى أن منتصف القطار تم تحويله عبر تحويله وهو ما جعل 4 سيارات تنفصل من القطار.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، الأحد، وفاة 11 شخصاً وإصابة 98 آخرين في حادث خروج قطار عن القضبان في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، وأشارت الوزارة في بيان صحفي، إلى خروج 14 حالة ضمن المصابين من مستشفى بنها التعليمي، وقليوب التخصصي، فيما أعلنت النيابة العامة المصرية في بيان، توجّه فريق من محققيها لمعاينة الموقع.
وقالت هيئة السكك الحديدية المصرية، في بيان، إنه «أثناء مرور قطار 949/3209 سياحي، المتجه من القاهرة إلى مدينة المنصورة، وفي تمام الساعة 1:54ظهراً، سقطت عدد 4 عربات من القطار بمدخل محطة سندنهور (طوخ)، وجاري الوقوف على أسباب الحادث».