عدد اليوم
شعبان بلال وأحمد عاطف (القاهرة)
شهدت مصر، أمس، حادث قطار مؤلماً في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية شمال القاهرة، أسفر عن وفاة 11 شخصاً وإصابة 98 آخرين، وهو الحادث الثالث الذي تتعرض له سكك حديد مصر خلال شهر واحد، وبعد 3 أسابيع من حادث قطاري سوهاج.
وتُحقق السلطات المصرية وعلى رأسها النيابة العامة في أسباب الحادث، الناجم عن خروج 4 عربات من القطار رقم 949 المتجه من العاصمة القاهرة إلى مدينة المنصورة في دلتا مصر، بينما تحرك 4 وزراء إلى موقع الحادث.
وكلّف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتشكيل لجنة تضم في عضويتها كلا من هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والكلية الفنية العسكرية، وكليات الهندسة؛ للوقوف على أسباب الحادث وموافاته بتقرير مفصل في هذا الشأن. وأكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي تقديم كامل الخدمات الصحية والمستشفيات اللازمة للمصابين، فيما جرى تكليف وزيرة التضامن الاجتماعي بالإسراع بصرف التعويضات للمتضررين من الحادث.
وقال شهود عيان من قرية كفر الحصة ببنها، التي وقع حادث القطار أمامها لـ«الاتحاد»: «إنهم سمعوا صوتاً أشبه بانفجار قوي، وعندما اتجهوا إلى خط السكة الحديدية فوجئوا بانفصال وانقلاب 4 عربات من القطار»، مشيرين إلى أن مشاهد الضحايا كانت صعبة للغاية وهرع الأهالي لإنقاذهم.
وأوضح شهود العيان أن صعوبة الإنقاذ كانت في وجود سور مبني يفصل بين خط السكة الحديدية وطريق مصر الإسكندرية الزراعي الموازي لخط السكة الحديدية، مشيرين إلى قيام الأهالي بتكسير أجزاء من السور لإنقاذ الجرحى والمصابين.
إلى ذلك، كشف أحد عمال محطة قطار و«مزلقان سندنهور»، التي تبعد عن موقع الحادث بنحو كيلو متر واحد لـ«الاتحاد»، وجود تحويلة للقطار ربما تكون سبباً في الحادث، مشيراً إلى أن القضبان خرجت من مكانها وتهشمت القطع الخشبية أسفلها.
ولفت عامل المزلقان إلى أن الوضع كان سيزيد مأساوية إذا سقطت العربات التي خرجت عن القضبان وانقلبت في المصرف المجاور لخط السكة الحديدية.
وتجولت «الاتحاد» في مسرح الحادث وشاهدت عجلات «البوجي» التي تحمل عربات القطار، في مكان قريب من القطار، فيما كانت متعلقات الوفيات والجرحى تتناثر على الأرض جانبي القطار، وحاول الأهالي إنقاذ الحالات المصابة واستخراج الوفيات جنباً إلى جنب مع فرق الإنقاذ. واستضاف أهالي القرية المجاورة للحادث بعض المصابين والركاب. ووزّع عدد من أهالي المنطقة المحيطة بحادث قطار طوخ المياه ووجبات إفطار منزلية على المتواجدين بموقع الحادث، في ظل استمرار عمليات رفع آثار الحادث والبحث عن ضحايا، مع تواجد رجال الشرطة والدفاع المدني والعديد من الأهالي، حتى وقت غروب الشمس وهو موعد الإفطار. وقالت وزارة الصحة المصرية: إن حالات مصابي حادث القطار تتراوح ما بين بسيطة ومتوسطة، مؤكدة خروج بعض المصابين الذين يعانون من الكدمات خلال ساعات من وقوع الحادث.
قرقاش: ثقتنا كبيرة في نهج مصر ومستقبلها
أعرب معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، عن ثقته الكبيرة في نهج مصر ومستقبلها، مؤكداً أن استقرار مصر حيوي من المنظور الإماراتي والعربي.
وقال معاليه، في تغريدة بحسابه على موقع «تويتر»: «نفرح لكل إنجاز تحققه الشقيقة مصر، وهي إنجازات كثيرة، فاستقرار وازدهار مصر حيوي من المنظور الإماراتي والعربي»، مضيفاً: «ونحزن حين تتعرض مصر لأي عارض، كما في حوادث القطارات والخسائر البشرية المؤلمة».
وتابع معاليه: «بين الفرح والحزن، الذي يواكب متابعتنا للشأن المصري، تبقى ثقتنا كبيرة في نهج مصر ومستقبلها».
