السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصر: لماذا عُرضت المومياوات الملكية بعد أسبوعين من نقلها؟

مصر: لماذا عُرضت المومياوات الملكية بعد أسبوعين من نقلها؟
17 ابريل 2021 18:39

شعبان بلال (القاهرة)
بعد مرور أسبوعين على موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري لمتحف الحضارة المصرية في منطقة الفسطاط بالقاهرة، أصبحت قاعة المومياوات الملكية جاهزة لاستقبال ضيوفها غدًا الأحد بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث.
تكشف الاتحاد ماذا جرى خلال الـ15خمسة عشر يومًا التي احتاجتها المومياوات الـ22 حتى تصبح جاهزة للعرض أمام الجمهور.
وقال الدكتور مصطفى إسماعيل، مدير معمل ومخزن المومياوات بمتحف الحضارة، والمسؤول عن تجهيز المومياوات الـ22، إن الفترة التي قضتها المومياوات بمتحف الحضارة منها ثلاثة عشرة يومًا لتنفيذ إجراءات وخطوات لتصبح جاهزة للعرض، واليومان المتبقيان كانا للمراجعة والتأكيدات النهائية على سلامة المومياوات قبل افتتاح القاعة أمام الجمهور.
ويضيف إسماعيل لـ"الاتحاد" أن التجهيزات تتكون عن عدة عمليات صعبة ومعقدة وتحتاج إلى وقت طويل، حيث بدأ الأمر بإنزال الصناديق من السيارات المخصصة لها بعد العرض الملكي، إلى مخزن المومياوات بمتحف الحضارة حيث مكانها الجديد.
بعد ذلك بدأ فتح الصناديق الذي يحتاج إلى خبراء متخصصين لأن الصناديق مبطنة من الداخل بمواد تمنع الضغط على الكبسولة أو السرير الداخلي، وبدقة وحرص شديدين تجرى عملية فك الكبسولة، لأن كبسولات المومياوات تحتوي على النتروجين ويعمل كمادة للعزل البيئي من الداخل.
ويوضح مدير معمل ومخزن المومياوات أنه لا يمكن لأي شخص إزالة إطار العزل البيئي، لأنها تحتاج إلى إجراءات احترازية مكثفة، فنسبة النتروجين داخل الكبسولة تصل إلى 99.99%، ولهذا يجب اتخاذ كل التدابير الوقائية، وارتداء الفلاتر الواقية لزيادة الأمن، فهذه النسبة من النتروجين قد تؤدي إلى الموت المفاجئ عند استنشاقها، حيث يسبب هذا الغاز انخفاض معدل الأكسجين في الجسد ويسبب الوفاة.
ويراعي الخبراء الفروق الفردية بين المومياوات وبعضها، حيث تعاني بعضها من الضعف في عدة مناطق ويتم لفها بطريقة مختلفة حتى لا تتأثر أثناء عمليات النقل، وأشهرها مومياء رمسيس الثالث التي تكثر بها أماكن الضعف وتحتاج إلى طريقة خاصة في التعامل.
وبعد فك كل الكبسولات تحرك المومياوات من السرير الخاص بها، حيث يتم رفعها من خلال وحادت متصلة يتم من خلالها توزيع الأحمال على الأطراف، لتنتقل إلى الحضانة لمدة يومين، وهي بيئة تشبه تلك التي تكون في فاترينة العرض تمامًا، وذلك لأن نسبة النتروجين تختلف بين الكبسولة وفاترينة العرض.
وعقب انتهاء فترة الحضانة تجري عمليات تجهيز القواعد التي ستحمل المومياء في فاترينة العرض، ويوضح إسماعيل أنها تصنع وفق شروط خاصة، فتكون خالية من المجال الكهربائي والحموضة، ومصنعة بالكامل من نسيج سيليلوزي لضمان عدم تأثيرها على المومياء، وحتى لا تلتصق بها.
ولكل مومياء قاعدة خاصة بها حيث تصنع خصيصًا لها لتأخذ شكل الجسم تمامًا، وفوق هذه القاعدة الأساسية توضع قاعدة أخرى من الكتان النقي المعالج.
وبحسب المسؤول عن إعداد المومياوات الملكية فإنه بعد تثبيت كل مومياء على قاعدتها الخاصة، يأتي دور الحرارة ونسبة النتروجين، حيث يبدأ العاملين على تجهيز المومياوات في ضبط أجهزة رصد الحرارة والرطوبة داخل فاترينة العرض، والتأكد من ضبط نسبة النتروجين في الفاترينة، وأخر خطوة من خطوات التجهيزات تتمثل في ضبط درجة التبريد في قاعة العرض بصفة عامة.
يذكر أن قاعة المومياوات الملكية مصممة على شكل مقبرة ملكية تبغ مساحتها 2810 متر مربع، وهي تشبه مقابر وادي الملوك والملكات بمدينة الأقصر، جنوب مصر، وداخل القاعة يوضع كل تابوت ملكي وإلى جواره تاريخ الملك وإنجازاته وبعض القطع الأثرية المعثور عليها بمقبرته.
وستعرض القاعة نتائج أشعة إكس راي لمومياء كل من رمسيس الثاني وسقنن رع، للوقوف على سبب وفاتهما والذي يوافق كل ما جاء في الكتابات والبرديات القديمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©