شعبان بلال (القاهرة)- انتهى اليوم الثالث والأخير من اجتماعات وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، للتباحث حول سد النهضة، والتي تُعقد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وبناء على دعوة منها.
ووصف خبراء هذه الجولة بأنها «الفرصة الأخيرة» للتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، أو التوصل لمنهجية جديدة للتفاوض بين الدول الثلاث، ومنها المقترح السوداني الذي يطالب بالوساطة الرباعية وتؤيده مصر.
وقالت مصادر مصرية مسؤولة تحضر الاجتماع، إن الخلاف على طريقة التفاوض ما زالت مستمرة بين الدول الثلاث، مشيرة إلى أن الاجتماعات في يومها الثالث والأخير لم تنتهِ إلى أي نتائج حتى الآن.
وأضافت المصادر لـ «الاتحاد»، أن هناك أملاً لدى الدول الثلاث مع نهاية اليوم الأخير من المفاوضات، بالتوصل لاتفاق حول منهجية التفاوض، موضحة أنه يمكن من خلال هذا النهج الجديد التوصل لاتفاق قانوني ملزم قبل الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار المقبل.
وشددت المصادر على إصرار كل طرف على مطالبه الخاصة في المفاوضات، إذ تصر مصر والسودان على الوساطة الرباعية من الاتحاد الأوروبي وأميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وتغيير نهج التفاوض، بينما تطالب إثيوبيا بوساطة الاتحاد الأفريقي على أن تكون باقي الأطراف مراقبة.
وفي كلمتها الجلسة الوزارية لاجتماع سد النهضة، قالت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق، إن السودان يشارك في اجتماع كنشاسا حول سد النهضة لطرح رؤيته وللتعبير عن إيمانه بأنه من الممكن توقيع اتفاق ملزم قانوناً إذا كانت هناك إرادة سياسية، مؤكدة أن السودان لا يزال يدعو إلى نهج جديد من أجل تجنب سلبيات الماضي، ويدعو الاتحاد الأفريقي إلى قيادة جهود الوساطة والتيسير، لتجاوز جمود المفاوضات.
وطرحت المهدي رؤية السودان لمستقبل المفاوضات التي تتمثل في صيغة 1 + 3 والتي تعني قيادة الاتحاد الأفريقي للوساطة بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية في إطار وساطة وتيسير فعال يبني على ما تم تحقيقه بالفعل خلال جولات التفاوض السابقة لحسم القضايا القليلة العالقة للوصول لاتفاق عادل وملزم لملء وتشغيل سد النهضة.
ورأى السفير على حفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، أن الحكمة تقتضي التغيير وعدم الاستمرار في الخلاف، موضحاً أنه لا يمكن أن يأتي الاتفاق إلا من خلال تعبير إثيوبيا عن إرادة سياسية حقيقة في هذا الملف يكون من شأنه حلحلة هذا النزاع، وعدم ترك المفاوضات تسير بلا هدف متفق عليه أو غاية مشتركة.
وأكد لـ «الاتحاد»، ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم، وعدم الاكتفاء بترديد أحاديث حول عدم الإضرار بدولتي المصب، مضيفاً ضرورة الاتفاق على استخدامات ومراحل ملء وتشغيل سد النهضة.
لكن الأستاذ المساعد بمركز جامعة أديس أبابا للدراسات الأفريقية والشرقية صامويل تيفيرا، قال إن الحكومة قد أعلنت عدة مرات أنها تفضل المفاوضات في إطار الاتحاد الأفريقي، موضحاً أن لا يمكن الحكم بفشل المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.
وأضاف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، أن عملية التفاوض مستمرة وتتطلب الكثير من الوقت، مضيفا أن إثيوبيا اتخذت موقفاً جيداً لأن الأفارقة بحاجة إلى التركيز على المؤسسات والحلول الأفريقية لمواجهة تحدياتهم.