أحمد عاطف، عبدالله أبوضيف (القاهرة)
قالت مصادر مطلعة لـ «الاتحاد» إن السلطات التركية اجتمعت بـ 30 من قيادات جماعة «الإخوان» الإرهابية الموجودين على أراضيها، وأبلغتهم بضرورة التزامهم بوقف انتقاد القيادة المصرية، لافتة إلى أن هناك تجهيزات لنقل قنوات «الإخوان» للبث عبر منصة يوتيوب فقط إذا ما انقطعت التمويلات عن تلك القنوات وخفض الميزانيات المخصصة لتلك المحطات التلفزيونية.
من جانيه، قال مدير مركز الخليج لمكافحة الإرهاب الدكتور بلال الدوي، إن الأزمة تصاعدت داخل صفوف جماعة «الإخوان» بعد تجفيف منابع التمويل المالي التي كانت تأتي لهم، ويتم توجيهها إلى ثلاثة روافد لثلاث قيادات في التنظيم الدولي، وهم عبدالرحمن أبوديه «مسؤول وصول التمويل إلى قناة الشرق»، وعزام التميمي «مسؤول عن وصول التمويل إلى قناة مكملين» ومحمود الابياري «مسؤول وصول التمويل إلى قناة وطن».
وأضاف الدوي لـ«الاتحاد» أن كل هؤلاء، ومن يعملون في القنوات من المنتمين لـ«الإخوان» في حالة رعب حقيقية، لأن تركيا تنظر إلى مصلحتها السياسية، ومصلحتها السياسية الآن مع مصر، لأن الصراع في شرق المتوسط أصبح معقداً جداً.
إلى ذلك، أوضح الباحث في شؤون تيارات الأصولية السياسية عمرو فاروق أن جماعة «الإخوان» تشهد حالة من الارتباك نتيجة التقارب التركي المصري، ورفع الغطاء المالي عنها.
وأضاف فاروق لـ«الاتحاد» أن الجماعة كانت تتوقع تغييراً في الخريطة السياسية، ما دفعها للتفكير في طرح المسارات البديلة، على مستوى التمركز التنظيمي والسياسي والإعلامي، في عمق عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، لتأسيس منصات وقنوات تعبر عن خطابها الفكري، وسياساتها العدائية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها.
وأشار فاروق أنه خلال العام الأخير أسست الجماعة فعلياً عدداً من المنصات والمواقع الإلكترونية البديلة، من داخل لندن، تحسباً لهذه الخطوة، فضلاً عن إطلاق نوافذ إعلامية على اليوتيوب.
من جهته، أكد المحلل في شؤون الجماعات الأصولية منير أديب أنه من الطبيعي أن يخرج عدد كبير من المستفيدين من جماعة «الإخوان» الإرهابية وأنها ستشهد انشقاقات أكبر في صفوف الجماعة.
وأضاف أديب لـ«الاتحاد» أن الجماعة في العموم تتصدع وتشهد انشقاقات منذ ثورة الثلاثين من يونيو وما نتج عنها من إسقاط حكمهم الذي لم يستمر سوى عام واحد، إلى جانب ذلك تفقد الجماعة مصداقيتها حتى للدول التي استضافتها وعملت على استخدامها في فترة الخلاف مع النظام السياسي المصري، لكن مع انقضاء هذه المصالح لا يمكن لهم البقاء فترة طويلة داخلها.