السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحياة تدب في «الباغوز» في ذكرى هزيمة «داعش»

الحياة تدب في «الباغوز» في ذكرى هزيمة «داعش»
25 مارس 2021 19:22

بدأت الحياة تدب تدريجياً في آخر بلدة تحصن فيها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وأعلن منها القضاء على التنظيم المتطرف.
فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية قبل عامين من بلدة «الباغوز» انتهاء سيطرة التنظيم.
تقضي دلال أيامها في السعي خلف تحقيق حلم زوجها المتوفي بتشييد منزل جديد لعائلتها في البلدة الصغيرة.
فقدت دلال الخالد (40 عاماً)، الوالدة لسبعة أطفال أكبرهم في الثالثة عشرة من العمر، زوجها جراء انفجار لغم قبل عامين ونصف العام خلال سيطرة التنظيم المتشدد على «الباغوز» في أقصى شرق سوريا.
أمام منزلها قيد الإنشاء، تقول «كنت أتمنى لو كان زوجي إلى جانبي، لو أنه لم يمت لنكمل بناء هذا المنزل سوياً ونبدأ حياتنا من جديد، لكن الحرب منعتني من تحقيق أمنيتي».
قبل أشهر عدة، عادت دلال إلى «الباغوز»، التي فرت منها مع بدء المعارك قبل عامين، لتجد منزلها السابق مدمراً. لكنها قررت أن تحقق حلماً قديماً لزوجها بإكمال بناء منزل آخر كان وضع أساساته قبل مقتله.
وتقول دلال «أوضاعنا سيئة. جمع الناس المال لنا لبناء المنزل وإيواء أطفالي اليتامى».
تصر على العودة إلى «الباغوز» برغم خطر الألغام وبقايا الذخيرة التي خلفها الإرهابيون في منازل وأحياء البلدة.
كل صباح، تغادر منزلاً نصفه مدمر لجأت إليه وأطفالها في بلدة «السوسة» القريبة، متوجهة إلى «الباغوز».
قبل عامين، خطفت «الباغوز»، هذه البلدة الصغيرة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، أنظار العالم.
خاضت قوات سوريا الديمقراطية فيها آخر هجماتها ضد التنظيم المتطرف.
استمر الهجوم أشهراً عدة. خلاله، حوصر آلاف الإرهابيين وعائلاتهم في جيب صغير في البلدة، قبل أن يخرجوا تدريجاً على وقع القصف والمعارك.
وفي 23 مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية من «الباغوز» القضاء على «داعش».
قبل عامين، كانت «الباغوز» عبارة عن بلدة مقفرة ومهجورة، وقد يبست أشجار الرمان في حقول منازلها. ودمرت أو تضررت بيوتها، التي بخلاف مناطق أخرى في ريف دير الزور الشرقي، بدت أشبه بقصور صغيرة.
أما اليوم، فقد طغى اللون الأخضر على حقول البلدة ومحيطها، وأعاد سكان كثر ترميم وإعمار بيوتهم، وإن كانت منازل كثيرة ما تزال خالية من أهلها.
في شارع فرعي، شهد قبل عامين خروج إرهابيين وعائلاتهم، يركض عشرات الأطفال متوجهين إلى منازلهم بعد انتهاء الدوام المدرسي.
تلاحق آثار الحرب سكان البلدة، وإن كانت عشرات المحال فتحت أبوابها.
قبل عشرة أشهر، رمم أبو نورس (50 عاماً) منزله الواقع قرب مخيم الإرهابيين سابقاً.
وبات الوضع الأمني «أفضل من السابق»، على حد قوله. ويقول «ليس هناك سوى فرن واحد في البلدة.. أنتظر منذ الفجر للحصول على الخبز».

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©