أحمد عاطف، عبدالله أبوضيف، وكالات (القاهرة، تونس)
رداً على منع رئيس مجلس النواب التونسي، راشد الغنوشي، رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى من دخول مكتب البرلمان وحضور جلسته العامة، قادت موسى مسيرة حاشدة وصفت بأنها غير مسبوقة في صفاقس جنوب البلاد للمطالبة بحل البرلمان، داعية إلى تحرير البلاد من «استعمار الإخوان».
وأعلنت موسى انطلاق ملحمة تحرير تونس من جماعة «الإخوان»، دفاعاً عن مدنية الدولة، مطالبة بفتح تحقيق في تجاوزات أعضاء حزب «النهضة» في البرلمان التونسي. وأضافت: «نحن في معركة معهم إما أن نكون أو لا نكون»، معتبرة أن الصمت في هذه المرحلة التاريخية «خيانة».
وقال خبراء ومحللون سياسيون في تونس، إن ما تفعله حركة «النهضة الإخوانية» من إرهاب ضد نواب المعارضة، وعلى رأسهم عبير موسى رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر بمنعها من حضور اجتماع مكتب المؤسسة التشريعية، بمثابة انقلاب على اللوائح؛ لأنها لا تستند إلا على اتجاهات شخصية، ووصفوها بأنها مسمار جديد في نعش «الإخوان» وحركته «النهضوية» التي باتت تعادي الجميع.
وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد»، أن حركة «النهضة» أصبحت تعمل على تخريب العملية السياسية في البلاد، وهو الأمر الذي يؤكد كافة مزاعم عملهم على الانفراد بالحكم، لاسيما أنهم يسيرون على نفس خطى «الإخوان» في مصر قبل أن يسقطهم الشعب.
من جانبه، اتهم فتحي الورفلي المرشح الرئاسي السابق في تونس، راشد الغنوشي، بالتعسف والإرهاب، بسبب ما جرى تجاه النائبة عبير موسى، مشيراً إلى أن «النهضة» أصبحت تعمل على تخريب كافة العملية السياسية في البلاد.
وأضاف الورفلي لـ«الاتحاد» أن الانتخابات المقبلة من المستحيل أن تنجح «النهضة» في كسب ثقة الشعب التونسي مع كل ما تسببت فيه من معاناة سياسية واقتصادية، إلى جانب دفاعهم عن الفساد والإرهاب، في الوقت الذي ينادون بتطبيق الدين، وهي الورقة التي لعبوا بها على الشعب مستغلين ميل الشعوب للدين. وأكد المرشح الرئاسي السابق أن الوضع الحالي ينذر بكارثة سياسية كبرى تتسبب فيها النهضة التي تعمل على الانفراد بكل أدوات الحكم، فلا يقبلهم أحد.
وذكر الإعلام التونسي أن الغنوشي أمر بتجميع موظفين في البرلمان أمام قاعة اجتماعات مكتبه، حتى يحولوا من دون دخول موسي لحضور الاجتماع، وقبل عقد الاجتماع، دخلت موسى مكتب الغنوشي، واصفة إياه بـ«شيخ الإرهاب»، وطلبت منه الرحيل عن البرلمان، باعتباره «عميل الإخوان».
إلى ذلك، قال المحلل السياسي منذر ثابت، إن منع عبير موسى من حضور جلسات مكتب المجلس إجراء في الواقع لا يستند إلى آلية في النظام الداخلي، موضحاً أنه إجراء جاء بعد اتفاق سياسي بين «النهضة» وحلفائها لمنعها من المشاركة.
ولفت منذر لـ«الاتحاد» إلى أن هناك اتجاهاً لتسليط عقوبات على من يعطل أعمال البرلمان بالحرمان من المشاركة، وهو ما سيثير جدلاً كبيراً وإشكالية كبرى، مشيراً إلى أن ما يحدث هو بمثابة حرب مواقع بين الأطراف.
تونس تعلن رسمياً عدد ضحايا ثورة 2011
أعلنت الحكومة التونسية أمس، حصيلة رسمية لضحايا ثورة 2011 بلغت 129 قتيلاً و634 جريحاً، في خطوة وصفتها هيئة مستقلة بأنّها إشارة قوية على التحوّل الديمقراطي في تونس.
ونشرت الحصيلة، التي كانت أسر الضحايا تطالب بها منذ فترة طويلة عشية الذكرى الـ65 لاستقلال تونس.
واعتبر عبد الرزاق الكيلاني رئيس الهيئة العامة لشهداء وجرحى الثّورة، «الإعلان اعترافاً من الدولة بتضحيات الناس من أجل إسقاط ديكتاتورية الرئيس الراحل زين العابدين بن علي». وصرّح كيلاني أنّ المرحلة التالية هي تعويض الضحايا وعائلاتهم.
وتمهد هذه الخطوة أيضاً لطعون إدارية لحوالي 1500 شخص يعتبرون أنفسهم مستبعدين خطأ من القائمة. وكان تقرير أولي في 2012 أشار إلى مقتل 338 شخصاً وجرح 2147 آخرين.