ساسي جبيل، وكالات (تونس)
تجمع آلاف المحتجين بدعم من الاتحاد التونسي للشغل في وسط تونس العاصمة، أمس، في أكبر مظاهرة بتونس منذ سنوات، وذلك في تحدٍّ لطوق فرضته الشرطة وأغلقت الشوارع في منطقة واسعة من العاصمة.
يأتي التجمع إحياء لذكرى مقتل شكري بلعيد الناشط البارز عام 2013، واحتجاجاً على انتهاكات من جانب الشرطة يقولون إنها عرّضت للخطر الحريات المكتسبة في ثورة 2011.
وشهدت التظاهرات مشاركة قوى سياسية وأكثر من 60 منظمة حقوقية، إضافة إلى أحزاب سياسية معارضة.
وقال شاهد عيان، إن قوات الأمن فرضت طوقاً واسعاً حول وسط المدينة، ومنعت السيارات وكثيراً من الناس من دخول الشوارع المحيطة بشارع الحبيب بورقيبة مع تجمع الآلاف.
وقال المتظاهر هيتم الوسلاتي: «أنا لست مستعداً لأخسر الحريات التي عشت فيها منذ كان عمري 14 عاماً». ورفع المحتجون شعار «لا خوف لا رعب، الشارع ملك الشعب»، ونددوا بعنف الشرطة، ورددوا هتافات مناهضة لحركة «النهضة» و«يا غنوشي يا سفاح» و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وعلى عكس المسيرات السابقة في موجة الاحتجاجات التي انتشرت في أرجاء تونس في الأسابيع الأخيرة، تلقى تجمع الأمس، الدعم من الاتحاد العام التونسي للشغل، وهو أقوى منظمة سياسية في البلاد ويبلغ عدد أعضائه مليون عضو.
وقال سمير الشفي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل: «هي صيحة فزع لحماية الثورة والحريات التي نرى أنها أصبحت مهددة بعد عقد من الثورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في حالة كارثية وسنتصدى لمن يهدد قوت وحريات التونسيين».
وبدأت الاحتجاجات الشهر الماضي باشتباكات وأعمال شغب في أحياء فقيرة تعبيراً عن الغضب من انعدام المساواة، ويتزايد تركيزها الآن على عدد المعتقلين الكبير وعلى تقارير نفتها وزارة الداخلية عن إساءة معاملة المحتجزين.
وقال محمد عمار عضو البرلمان عن حزب التيار الديمقراطي، إنه اتصل برئيس الوزراء للاحتجاج على إغلاق وسط تونس العاصمة.
وبعد مرور 10 سنوات على الثورة في تونس، يمر نظامها السياسي الديمقراطي بأزمة تشهد صراعاً مستمراً بين الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان بينما يئن الاقتصاد تحت وطأة الركود.
وفي حين يتوق بعض التونسيين، الذين خاب أملهم من جني ثمار انتفاضتهم، لظروف معيشية أفضل يتذكرونها من أيام الحكم الشمولي، شجب آخرون التراجع الملحوظ للحريات التي كفلتها الديمقراطية.
وقالت نعيمة السالمي التي شاركت في الاحتجاج: «نطلب من الرئيس قيس سعيد أن يتدخل لحماية الحريات، الحكومة حولت العاصمة إلى ثكنة ولن نسمح بهذا».