حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
تجددت الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الميليشيات المتمركزة في العاصمة الليبية، وذلك باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين ميليشيا «الردع» وميليشيا «الأمن العام» الخاضعتين لسلطة حكومة الوفاق في حي «الأندلس» وسط طرابلس.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحكومة الوفاق، أمس، إن الاشتباكات بدأت بعد أن رفضت ميليشيا الأمن العام دخول عناصر من ميليشيا الردع إلى بعض المناطق داخل طرابلس دون تنسيق مسبق، ما وتّر الأجواء وخلق حالة من الذعر في صفوف المواطنين.
وأكدت مصادر ليبية لـ «الاتحاد» أن الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس تشير لوجود خلاف عميق بين وزير داخلية حكومة الوفاق ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، موضحة أن الصراع بالأساس هو صراع على النفوذ بين الرجلين داخل العاصمة الليبية.
ويرى المحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي أن الصراع بين وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج متوقع، وذلك بعد إطلاق الأول عملية «صيد الأفاعي» التي يسعى من خلالها للقضاء على ميليشيات السراج المهيمنة على طرابلس.
وأكد الزبيدي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن ميليشيات مصراتة تخطط للقضاء على ميليشيات طرابلس والزاوية، والتي تلتف حول المجلس الرئاسي الليبي برئاسة فايز السراج، موضحاً أن تشكيلات مصراتة سيطرت قبل ذلك على العاصمة الليبية، وتم إخراجهم بعد مجزرة «غرغور»، ويعملون لإعادة بسط السيطرة على طرابلس.
وأشار الزبيدي إلى أن ميليشيات مصراتة لا تريد أي منافس لها في طرابلس بشكل خاص ومدن الغرب الليبي بشكل عام، موضحاً أن وزير داخلية الوفاق يسعى للقضاء على الميليشيات الرئيسة المسيطرة على طرابلس وتشكيلات الزاوية، موضحاً أن تحركات باشاغا أغضبت الأتراك الذين عملوا على دعم وزير الدفاع صلاح النمروش والمنتمي لميليشيات الزاوية.
وفي سياق آخر، قالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز أمس، إن اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» تعمل على إخراج المرتزقة من ليبيا، ووقف إطلاق النار لا يزال صامداً.
وأشارت وليامز إلى أن وقف إطلاق النار فرصة كبيرة لإعادة السلم إلى ليبيا، مؤكدة أن الإصلاحات الاقتصادية في ليبيا غير مسبوقة.
وصرحت المسؤولة الأممية «تمكنا من إيقاف دوي المدافع في ليبيا لكن المجتمع لا يزال يواجه تبعات الحرب». وكررت وليامز دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، الأطراف الدولية لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد.
وكانت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 دعت القادة السياسيين في البلاد والدول الداعمة لمؤتمر برلين، إلى إخراج المرتزقة من الأراضي الليبية فوراً، وعدم تمديد مهلة انسحابها لفترة إضافية أخرى.