أحمد عاطف، شعبان بلال، وكالات (القاهرة، أنقرة)
اعتبر خبراء ومحللون أتراك أن إعلان حزب معارض جديد في تركيا هو بمثابة مسمار جديد في نعش نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب كبته للرأي العام والحريات. وأضاف هؤلاء لـ «الاتحاد» أن ما أعلنه النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، محرم إنجه، سيكون خطوة جديدة لمراقبة خطوات أردوغان وتصرفاته في الداخل والخارج، وسيكون له فرصة في الانتخابات المقبلة.
وقال المحلل التركي، يافوز آجار، إن المعارضة تزداد شوكتها قوة بمرور الوقت، ولعل أبرز الأدلة على ذلك اكتساح حزب الشعب المعارض البلديات الكبرى في انتخابات عام 2019، موضحاً أن أردوغان يسعى إلى تفكيك هذه المعارضة. وأضاف، أن تحركات الرئيس التركي في الأشهر الأخيرة تشير إلى أنه بنى استراتيجيته لعام 2021 على أساس تعزيز الصف الداخلي، وإحداث تصدعات في صفوف تحالف الشعب المعارض، من أجل الحفاظ على نظامه. وأشار إلى أن أردوغان يقود عمليات مشابهة ضد كل الأحزاب المعارضة من أجل إضعافها.
وفيما ينتظر أن يعلن محرم إنجه عن شعار ونظام وبرنامج حزبه قريباً، والتحالفات مع معارضين آخرين لأردوغان. اعتبر المحلل التركي، مصطفى أوزجان إن هذا الإعلان هو انشقاق عن المعارضة عن حزب الشعب الجمهوري أكثر من إعلانه حزباً معارضاً جديداً، معتبراً أن ذلك ضمن استراتيجية فرق تسد. وأضاف لـ «الاتحاد»، أن نتيجة ذلك في مصلحة الحزب الحاكم، وأن ظهر في صورة المعارضة.
من ناحيته، اعتبر محلل الشؤون التركية محمد نشأت الديهي، أن كل المعارضة والأحزاب الجديدة تقوى بسبب خطوات أردوغان الكارثية من التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إضافة لدمار اقتصاد تركيا وهروب المستثمرين الأجانب. ولفت إلى أن الأتراك فقدوا الأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بسبب ما يقوم به أردوغان وبسبب العقوبات الأوروبية والأميركية.
وفي سياق آخر، قال زعيم حزب الديمقراطية والتقدم التركي المعارض علي باباجان، إن حزبه بالاشتراك مع بقية أحزاب المعارضة يقومون بالتحضير لنظام برلماني قوي.
وفي مؤتمر صحافي جمعه مع زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيلتشدار أوغلو، أمس، قال باباجان: «كما تعلمون فإن العديد من الأحزاب تقوم بالتحضير لنظام برلماني قوي، وحزبنا أيضاً وصل لمرحلة مهمة في هذا الأمر، ولكن قبل عرضه على الرأي العام، نريد أن ندرس إمكانية تطبيقه اجتماعياً».
وأضاف: «بلادنا تعاني من المشاكل بسبب النظام والعقلية التي تحكمها، إن التحضير لنظام جديد أمر مهم جداً، لقد قررنا البدء بهكذا مرحلة لأجل ديمقراطيتنا».
في إجابتهما عن سؤال أحد الصحافيين حول الانتخابات المبكرة، أفاد الزعيمان بجاهزيتهما فيما إذا حصلت انتخابات مبكرة، وقال باباجان: «نحن جاهزون للانتخابات المبكرة».
بدوره، قال كيلتشدار أوغلو: «ليعلنوا الانتخابات متى ما أرادوا، نحن جاهزون للانتخابات».
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان نفى في كلمة له أمس الأول، إمكانية حدوث انتخابات مبكرة كما تطالب المعارضة، وقال في هذا السياق «لن تكون هناك انتخابات مبكرة، إنهم يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة»، مضيفاً «إذا كان لديكم صبر فستنتظرون حتى يونيو 2023، لدينا الكثير لنفعله حتى ذلك الحين».
وفي نهاية المؤتمر الصحافي بين باباجان وكيلتشدار أوغلو، انتقد باباجان «نظام رئيس الجمهورية المتحزب»، مؤكداً أن هذا النظام زاد من الأزمات في تركيا.
وقال باباجان: «منذ وضع شعار حزب العدالة والتنمية بجانب شعار رئاسة الجمهورية، والأزمات في تركيا في ازدياد، وازداد الاحتدام بين الأحزاب أيضاً، هنالك منافسة ظالمة وغير عادلة، منذ بدء نظام رئيس الجمهورية المتحزب وأزماتنا في ازدياد». وتابع «أصبح هنالك حالات انتحار بسبب الفقر، وأصبح هنالك ما يسمى شباب البيوت بسبب البطالة، هذه هي المسائل الأهم في تركيا، يجب على هذه الحكومة أن تترك كل الأمور جانباً، وتتجه فوراً لحل مشاكل هذا البلد، مشاكل البطالة والفقر، غلاء الحياة، العنف السياسي، والاقتصاد».