أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أكد السودان حرصه على عدم اللجوء للحرب مع إثيوبيا، مشيراً إلى الحاجة لحل الخلافات عبر الحوار والتفاوض.
وقال فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام السوداني والناطق الرسمي باسم الحكومة، عقب عودته من زيارة للقاهرة: «إن موقف الخرطوم يرتكز على عدد من الثوابت المتمثلة في عدم وجود نزاع حدودي بين البلدين، باعتبار أن وضع الحدود محسوم باتفاقيات دولية موقع عليها، ومعترف بها من إثيوبيا».
وجدد صالح حرص السودان على عدم اللجوء للحرب، سواء مع إثيوبيا أو غيرها، مشيراً إلى أن البلدين من الدول المنهكة بالمشاكل الداخلية، ويحتاجان إلى معالجة قضاياهما الخلافية ومشاكلهما بتكثيف الجهود السلمية التي ترتكز على الوسائل السياسية والدبلوماسية والحوار والتفاوض.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية أن الخرطوم لا تعتزم القيام بأي أعمال عسكرية إلا إذا اضطرت إلى ذلك، مشدداً على أن السودان لم يعتد على الأراضي، وأن إعادة الجيش السوداني لانتشاره في الحدود الشرقية مع إثيوبيا أمر طبيعي لحماية حدوده ومواطنيه.
وفي وقت سابق فرضت سلطة الطيران المدني السودانية قيوداً على حركة الطيران فوق ولاية القضارف المجاورة لإثيوبيا، وقال مدير سلطة الطيران المدني السودانية إبراهيم عدلان، إن الإجراء جاء عقب اختراق مقاتلة إثيوبية لأجواء السودان.
إلى ذلك قدم المبعوث الفرنسي، جان ميشيل دومند، دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، لحضور مؤتمر المانحين الخاص بالسودان المزمع عقده في مايو المقبل.
وأوضح دومند، عقب لقائه البرهان بالخرطوم، أمس، أنه بحث معه الترتيبات الخاصة بمؤتمر المانحين، الذي تنظمه الحكومة الفرنسية لدعم الاقتصاد السوداني، وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى ضمان العودة الكاملة للسودان إلى المجتمع الدولي وتشجيع الاستثمار. وقال المبعوث الفرنسي إن التنسيق المحكم بين مكونات الفترة الانتقالية في السودان عامل مشجع لإنجاح المؤتمر المقبل، مؤكداً أن بلاده ستعمل على دعم هذا التنسيق.
وعلى صعيد آخر، يبدأ وفد رفيع من «الجبهة الثورية» السودانية اليوم زيارة هي الأولى من نوعها لإقليم دارفور، بعد توقيع اتفاق السلام مع الحكومة السودانية في 3 أكتوبر الماضي، ثم وصولهم إلى الخرطوم منتصف نوفمبر الماضي.