استقال المزيد من المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، فيما ارتفعت دعوات للمطالبة بعزله احتجاجاً على اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول أمس الأربعاء في حادث غير مسبوق اعتراضاً على تصديق الكونجرس على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 3 نوفمبر الماضي.
وباتت إلين تشاو، وزيرة النقل الأميركية أول وزير يعلن استقالته، اليوم الخميس، احتجاجاً على اقتحام الكونجرس.
وقالت تشاو، وهي زوجة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، إن استقالتها ستكون سارية اعتبارا من يوم الاثنين.
وقالت الوزيرة إن الهجوم "أصابها باضطراب شديد بطريقة لا يمكن معها أن تقف متفرجة".
ودعا مسؤولون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، اليوم الخميس، إلى عزل الرئيس ترامب.
وطالب النائب في مجلس النواب آدم كينزنجر من الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه ترامب، إلى تفعيل التعديل 25 من الدستور الأميركي لإقصاء ترامب من السلطة.
وقال كينزنجر، في مقطع فيديو على تويتر، إن «كل المؤشرات تدل على أن الرئيس أصبح مضطرباً ومنفصلاً، ليس فقط عن تأدية واجبات منصبه أو حتى القسم، بل عن الواقع ذاته».
ودعا حاكم ولاية ماريلاند الجمهوري لاري هوجان، اليوم الخميس، لاستقالة ترامب أو عزله عن المنصب. وقال إنه ينبغي لمايك بنس نائب الرئيس تولي السلطة لضمان نقلها سلميا للرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.
وقال مايك ريتشي المتحدث باسم هوجان، في تغريدة على تويتر، "الحاكم هوجان يدعو بنس نائب الرئيس لتولي المسؤولية وتنفيذ انتقال سلمي للسلطة".
وقال هوجان، وفقا لما نقلته محطة إذاعية في مدينة بلتيمور "أعتقد أنه ليس هناك شك في أن أمريكا ستكون أفضل حالا إذا استقال الرئيس ترامب".
بدوره، دعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى عزل ترامب من السلطة على الفور. وقال، في تغريدة على حسابه على «تويتر»، إن «ما حدث أمس بالكونجرس الأميركي هو تمرد ضد الولايات المتحدة بتحريض من الرئيس... لا ينبغي للرئيس البقاء في السلطة ليوم واحد بعد ذلك».
وأضاف شومر «أسرع طريقة وأكثرها فعالية يمكن القيام بها لعزل هذا الرئيس من السلطة هي أن يفعّل نائب الرئيس على الفور التعديل 25 من الدستور».
وأوضح أنه «إذا رفض نائب الرئيس والحكومة التحرك، فإنه ينبغي للكونجرس الانعقاد لمحاكمة الرئيس».
كما استقال مستشاران بارزان في مجلس الأمن القومي وموظفون آخرون من إدارة الرئيس ترامب.
وقال مسؤولون إن مزيداً من الاستقالات متوقعة قريباً.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن مات بوتينجر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، وهو عنصر رئيسي في تشكيل سياسة ترامب حيال الصين، استقال أمس الأربعاء احتجاجاً على تلك الأحداث.
كما صرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لرويترز بأن رايان تولي، مدير الشؤون الأوروبية والروسية في مجلس الأمن القومي، استقال أيضا من منصبه.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن تعهد ترامب بتسليم سلس للسلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 من الشهر الجاري كان يهدف إلى تجنب مزيد من الاستقالات لكنه لن يمنع على الأرجح رحيل بعض المسؤولين.
ودفعت الأحداث أيضا ميك مولفاني، وهو كبير موظفي البيت الأبيض السابق، للاستقالة اليوم الخميس من منصب المبعوث الخاص لإيرلندا الشمالية.
واستقالت ستيفاني جريشام كبيرة موظفي السيدة الأولى أمس الأربعاء أيضا.
وقالت جريشام في بيان "تشرفت بخدمة البلد في البيت الأبيض. إنني فخورة للغاية بأني شاركت في مهمة السيدة (ميلانيا) ترامب لمساعدة الأطفال في كل مكان، وفخورة بالإنجازات الكثيرة لهذه الإدارة".
ولم تذكر جريشام، التي أمضت عاما في منصب المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض قبل أن تصبح كبيرة موظفي السيدة الأولى، ما إذا كانت استقالتها رد فعل على العنف في العاصمة، لكن مصدرا مطلعا على قرارها قال إن العنف كان القشة التي قصمت ظهر البعير.
وقال مصدران إن ريكي نيسيتا، السكرتيرة الاجتماعية للبيت الأبيض استقالت أيضا، وكذلك سارة ماثيوس نائبة السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض.