شادي صلاح الدين (لندن)
واصل النظام التركي انتهاكه لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وإصراره على استخدام الدبلوماسيين في السفارات التابعة له تارة أو إرسال جواسيس تارة أخرى للتجسس على الدول الأخرى، وخاصة تلك المحيطة به.
وكشفت صحيفة «ويكلي بليتز» في تقرير لها عن أنشطة تجسس تركية واسعة على الأراضي اليونانية.
وأضافت أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، عززت اليونان جيشها، وسط التصريحات الاستفزازية التركية المستمرة والتهديدات شبه اليومية بالحرب، الأمر الذي أثار فضول أنقرة للوصول إلى معلومات عن القدرات العسكرية اليونانية.
وتوصل تحقيق أجراه خفر السواحل اليوناني مؤخراً بشأن قضايا تهريب المهاجرين إلى شبكة تجسس أخرى تضم أكثر من 15 مشتبها، من بينهم مواطنون أتراك ولبنانيون يونانيون، كانوا يجمعون معلومات عن تحركات سفن البحرية وخفر السواحل اليونانية ويشاركونها مع أشخاص مهتمين بتركيا.
وذكرت صحيفة «جريك سيتي تايمز» أن العملية، التي شارك فيها مسؤولو الشرطة وخفر السواحل والمخابرات، تم تنفيذها على مرحلتين في 6 و15 نوفمبر.
وجمعت المخابرات اليونانية في البداية معلومات استخبارية تتعلق بشبكة تهريب تستخدم قوارب عالية السرعة لتهريب المهاجرين، بمن فيهم الأشخاص الذين لديهم اهتمام أمني محتمل من تركيا إلى «كوس».
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه اليونان أيضاً عن قيام يونانيين من «تراقيا» بالتجسس على البحرية لصالح القنصلية التركية في «رودس».
وفي إطار الانتهاكات التركية المستمرة، ذكرت الصحيفة أيضاً أن الشرطة اليونانية اعتقلت قبل أيام مسؤولاً قنصلياً تركياً للاشتباه في قيامه بالتجسس في قضية من المرجح أن تزيد من توتر العلاقات المضطربة بين البلدين الحليفين في «الناتو».
واعتقلت السلطات سكرتير القنصلية التركية «سيباهاتين بيرم»، وكذلك طاه كلاهما من «تراقيا» في شمال اليونان.
يُذكر أن الطاهي شهد بالفعل واعترف بتصوير وجمع معلومات بشأن السفن الحربية والغواصات اليونانية وتحركات الجنود والزيارات العسكرية والرسمية إلى جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، ثم قدم أكثر من 2500 صورة ومعلومات لبيرم.
وتوصلت التحقيقات أيضاً إلى أن سكرتير القنصلية التركية في رودس احتفظ بملف شخصي على فيسبوك يروج لـ «تراقيا الغربية المستقلة»، وينشر رموزاً تركية لليمين المتطرف، ويعلن باستمرار عن آرائه المعادية لليونان.
وعلى الرغم من أن ملف القضية قد تم نقله إلى محكمة رودس، فإن التحقيقات لاتزال جارية على قدم وساق، ليس فقط من قبل الشرطة، ولكن أيضاً من قبل الجيش والمخابرات اليونانية للكشف عن تفاصيل الجرائم التركية على الأراضي اليونانية.