شادي صلاح الدين (لندن)
أصبح تنظيم «الإخوان» الإرهابي أكبر تهديد يواجه أوروبا، التي تعاني حالياً من مشكلة عميقة تتعلق بالتطرف الديني، وهو ما ظهر في الهجمات الإرهابية العديدة التي استهدفت القارة في السنوات الماضية، وخصوصاً من المجموعات المنتمية للتنظيم الإرهابي.
ووفقاً لموقع «ألجماينار» الأميركي، الذي أشار إلى أنه على الرغم من الإجراءات التي تم اتخاذها، بدءاً من الحملات على مقاطع فيديو قطع الرؤوس وجهود تجنيد المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى منع المتطرفين والإرهابيين الأوروبيين من العودة إلى ديارهم بعد القتال في صفوف تنظيم «داعش»، فإن الهجمات، كما ثبت مؤخراً في نيس وفيينا، ما تزال مستمرة.
وأوضح الموقع في تقريره أنه الآن بدأ بعض المسؤولين الأوروبيين في فهم السبب: «التطرف لا يحدث فقط عبر الإنترنت أو في الأزقة الخلفية، لكنه يحدث للأسف في وضح النهار في بعض المؤسسات التي يقوم عليها متطرفون».
وفي الوقت الحالي، تأتي الغالبية العظمى من أئمة أوروبا من الخارج، ومعظمهم من تركيا.
وفي فرنسا، 70 في المئة من الأئمة الممارسين ليسوا فرنسيين. ويشرف مكتب الشؤون الدينية في تركيا على كثير من المؤسسات الدينية في هولندا.
ويرى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الأئمة الأوروبيين بحاجة إلى تعليم قيم «التسامح والانفتاح». وفي نوفمبر الماضي، أعلن عبر «تويتر» أنه «من أجل محاربة أيديولوجيات الكراهية، يجب علينا في أقرب وقت ممكن إنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة في أوروبا». لكن اتضح أن الأمر ليس بهذه السهولة. ففكرة تدريب الأئمة الأوروبيين ليست جديدة، وتم طرح هذا الموضوع بشكل متكرر وبشكل أكثر إلحاحاً بعد كل هجوم إرهابي على أراضي الاتحاد الأوروبي.
ويجادل مؤيدو فكرة التدريب الأوروبي بأن إضفاء الطابع الغربي على تدريب الأئمة سيقلل من فرص الشباب الأوروبي في أن يصبحوا متطرفين، بينما يساعد هؤلاء الشباب أيضاً على التوفيق بين معتقداتهم الدينية والثقافات التي يعيشون فيها. ومع ذلك، أدت المخاوف من تدخل الدولة في القضايا الدينية إلى إفشال الفكرة.
ولم تكن المبادرات الأخرى، التي طرحتها منظمات دينية، أكثر نجاحاً، وخصوصاً، إذ أفشلتها تلك المنظمات التي تتلقى تمويلات من تنظيم الإخوان الإرهابي.
ويخضع الآن عدد من المنظمات التابعة لتنظيم «الإخوان الإرهابي» في فرنسا للتحقيق، إذ تعتبر باريس التنظيم مصدراً للتطرف والإرهاب. وفي وقت سابق من العام الجاري، دعا المشرعون الفرنسيون إلى منع الأشخاص المنتمين لـ«الإخوان» من إلقاء الخطب في المساجد.
ويطالب كثير من المحللين بضرورة حظر قدوم الأئمة المدربين في الخارج. وبدلاً من ذلك، ثمة اقتراحات بأن تضع دول، مثل فرنسا، «قائمة بمعاهد التدريب المعتمدة في الخارج، لضمان أن يكون الأئمة القادمين من الخارج تدربوا لدى جهة معتدلة ولا يحمل أفكاراً متطرفة».
وطالب المحللون كذلك بالتركيز على تدريب الأئمة المحليين، ولا سيما أولئك المنخرطين في المجالات الاجتماعية، مثل العمل الاجتماعي أو الفنون، للتحدث وتقديم التوجيه، وتقديم صوت بديل ونشر ثقافة التسامح الحقيقية.