أحمد عاطف (القاهرة)
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير، توافر الإرادة السياسية المشتركة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل للقدرات لخدمة مصالح البلدين، وأهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
جاء ذلك على هامش زيارة الرئيس المصري الأولى من نوعها إلى دولة جنوب السودان؛ بهدف بحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، لا سيما التطورات الجارية في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا ذات الأهمية الاستراتيجية بين البلدين، في مقابل ثلاث زيارات للرئيس سلفا كير إلى مصر آخرها عام 2019.
وقال الرئيس السيسي، إنه بحث مع نظيره سيلفا كير سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات، وعلى رأسها التنسيق السياسي والعسكري والأمني، خلال هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة، إلى جانب بحث المجالات الاقتصادية والتجارية، والسعي للارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين.
وأكد الرئيس المصري رؤية مصر المستندة إلى أن نهر النيل يجب أن يكون مصدراً للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل، موضحاً أنه تم استعراض التطورات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وأكد السيسي وسلفا كير أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وشدد السيسي خلال المباحثات، على دعم مصر الكامل لجهود سلفا كير، ونائب الرئيس رياك مشار، وجميع الأطراف الجنوب سودانية من أجل تحقيق السلام في البلاد.
وقال خبراء في الشأن الأفريقي، إن هذه الزيارة تأتي تتويجاً للطفرة التي شهدتها العلاقات خلال الفترة الماضية، حيث أكد السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن هذه الزيارة تأتي تتويجاً للعلاقات بين البلدين.وأوضح الحفني لـ «الاتحاد»، أن الأمن القومي المصري مرتبط باستقرار وأمن جنوب السودان، مشيراً إلى أن هناك تناغماً بين الرئيسين، ونقلة نوعية في العلاقات بعد جهد كبير من الجانب المصري.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن مصر انخرطت بصورة كبيرة في تحقيق اتفاق السلام بين فرقاء جنوب السودان وأيضاً السودان، وعملت على توسيع دائرة العلاقات الثنائية، اعتباراً من عام 2011 وحتى الآن في مجالات الطاقة والري والموارد المائية وحفر الآباء، وتوفير مصادر مياه الشرب والطاقة والمجال الصحي والتعليمي وغيرها.
بدوره، قال اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، إن دولة جنوب السودان تمثل عمقاً استراتيجياً لمصر كدولة السودان، موضحاً أن الهدف من زيارة الرئيس المصري هو محاولة توضيح الموقف المصري لدول حوض النيل حول مشكلة سد النهضة وتأثيره على مصر والسودان، وأن وجهة النظر بأن بلادنا لا تمانع التنمية والتطوير في إثيوبيا، وأننا نهدف للحل من خلال المفاوضات.
وأوضح فرج لـ«الاتحاد» أن جنوب السودان دولة ناشئة بالتأكيد تحتاج إلى مساعدات ودعم، ولا يجب تركها للمساعدات الخارجية فيتم فرض تطورات في المنطقة؛ ولذلك عرضت مصر الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي والثقافي في الفترة المقبلة ورفع حجم العلاقات بينهما.
ونفى القائد السابق بالجيش المصري صحة ما كان يتم ترديده لاحقاً حول إقامة قاعدة عسكرية مصرية هناك، مشدداً على عدم وجود أي قاعدة للجيش المصري خارج الحدود.
في السياق ذاته، أشار الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية بجامعة بورسعيد، إلى أن الزيارة تاريخية خاصة بعد استقلال جنوب السودان، متوقعاً أن يكون للزيارة هدف آخر إلى جانب ما يشار إليه، وهو التسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة الأخيرة بين أوغندا وجنوب السودان، لا سيما بعد اعتداء القوات الأوغندية على بعض الأقاليم في جنوب السودان، وهو تطور جديد للدول الأفريقية، فيما أن مصر تتدخل لحل مشاكل بالدبلوماسية بعيداً عن الحرب وهو شيء معتاد في أفريقيا.
وأضاف سنجر لـ«الاتحاد» أن جوبا تضعها في الصورة، خاصة في التوتر بشأن سد النهضة، لا سيما أن تحالفات جديدة بدأت في القرن الأفريقي، ولا يمكن لمصر تركها وشأنها لحماية الأمن المائي مع الدولة الوليدة.