برلين (وكالات)
أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرج عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يتوقع من الأوروبيين زيادة نفقات الدفاع الخاصة بهم، مثله في ذلك مثل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وقال ينس ستولتنبرج لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية، في عددها الصادر أمس: «إن ترامب كان لديه أسلوبه الخاص، وأعرب عن توقعاته للأوروبيين بشكل واضح تماماً، ولكنني على يقين أن الرئيس المنتخب جو بايدن سوف يعرب عن التوقع ذاته للشركاء الأوروبيين».
ورغم ذلك، أكد الأمين العام أن حلف الأطلسي سيكتسب من خلال بايدن «داعماً قوياً للتحالف».
وحذر ستولتنبرج، في ظل النقاش بشأن وجود سياسة أمنية أوروبية مستقلة، من إضعاف حلف الأطلسي وانقسام أوروبا، وقال: «الحقيقة هي أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الدفاع عن أوروبا».
وأضاف: «إن الضمانات الأمنية الأميركية والردع النووي ووجود قوات أميركية في أوروبا، كل هذا ضرورة قصوى من أجل الدفاع عن أوروبا».
يأتي ذلك، في ما بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نقاشاً حساساً من خلال طلبه بوجود «استقلالية استراتيجية» لأوروبا.
وأكد ستولتنبرج أن «أية محاولة لإضعاف الصلة بين أميركا الشمالية وأوروبا لن تضعف حلف الناتو فقط، ولكنها ستقسم أوروبا أيضاً».
ودعا ستولتنبرج ومسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي بايدن لإعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي والاجتماع مع حلفاء واشنطن الأوروبيين العام المقبل.
ووجه ستولتنبرج ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل التهنئة إلى بايدن، خلال مكالمات هاتفية معه، لفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية ودعواه لزيارة مقر قيادة التحالف العسكري في بروكسل، وهي أيضاً مركز قيادة الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.
وبحسب بيان صادر عن التحالف العسكري، وجه ستولتنبرج الشكر لبايدن: «لكونه مؤيداً قديماً لحلف شمال الأطلسي والعلاقة عبر الأطلسي»، في حين قال مكتب ميشيل: «إنه اقترح إعادة بناء علاقات قوية عبر الأطلسي».
وفي الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الأوروبي انتكاسة تاريخية بعد مغادرة بريطانيا للتكتل، سلط بيان الاتحاد الأوروبي الضوء على دعم بايدن للحفاظ على السلام والاستقرار على الحدود الأيرلندية الحساسة، رغم خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال بايدن: إنه يجب على لندن أن تحترم اتفاقية خروجها من الاتحاد عام 2020؛ لأنها تحمي السلام في جزيرة أيرلندا، وإلا فلن يكون هناك اتفاق تجاري أميركي لبريطانيا.
وتمثل تلك التصريحات تغييراً مرحباً به في لهجة واشنطن فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، الذي غالباً ما دخل في صدامات مع الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، الذي أشاد بخروج بريطانيا من الاتحاد، وسحب بلاده من اتفاقية تغير المناخ، وكان في عداء علني مع حلف الأطلسي، وانتقد حلفاءه الأوروبيين لإنفاقهم أموالاً أقل مما ينبغي على الدفاع.