لوس أنجلوس (وكالات)
يواجه مالك أكبر محل لبيع الأسلحة في منطقة سانتا في ولاية نيو مكسيكو طلباً متزايداً على شراء الأسلحة أكبر من ذي قبل، ولكن الأسلحة وطلقات الرصاص التي يبيعها بدأت في النفاد. وهذا هو الوضع نفسه في محال بيع الأسلحة في جميع أنحاء أميركا، حيث بدت الأرفف خاوية إلى حد كبير وتم تقريباً بيع كل الأسلحة. وقد اشترى الأميركيون نحو 17 مليون قطعة سلاح خلال عام 2020 حتى الآن، أكثر من أي عام آخر، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن شركة (تحليلات وتنبؤات الأسلحة الصغيرة) المعنية برصد مبيعات الأسلحة.
الإقبال الشديد على شراء الأسلحة هذا العام مختلف، وليس فقط لأنه أكبر حجماً. فخلال الأعوام الانتخابية السابقة، كان يعتقد أن السبب وراء ارتفاع مبيعات الأسلحة يرجع تماماً إلى الأشخاص الذين يمتلكون أسلحة منذ وقت طويل ويخشون من فرض أي رئيس ديمقراطي قيوداً جديدة على الأسلحة. لكن هذا العام، يبدو أن ارتفاع مبيعات الأسلحة يرجع إلى المخاوف من عدم الاستقرار الاجتماعي، ويقول ملاك محال الأسلحة وموردو الأسلحة، إن قاعدة الزبائن أصبحت أكثر اتساعاً، وأصبحت تشمل أعداداً كبيرة من الأميركيين أصحاب البشرة السوداء والنساء والمواطنين الذين يصنفون بأنهم من الليبراليين سياسياً.
يقول جاي وينتسون، الذي يعمل في متجر روني في «سانتا في»، الذي نفدت لديه الكثير من أنواع الأسلحة ومستلزماتها والذخائر: «المواطنون لا يشعرون بالطمأنينة». ويضيف: «هم قلقون بشأن المسار طويل المدى للبلاد»، موضحاً «مثلما كانوا يقومون بتخزين أوراق التواليت، هم يخزنون الأسلحة والذخيرة». ويتابع: «إن الكثيرين من المتقاعدين يأتون إلى المحل لشراء سلاح لأول مرة وهم يصفون أنفسهم بأنهم ليبراليون ويقولون إنهم «يستعدون للانهيار الاجتماعي».
وأعربت انيز راسل التي تعمل كاتبة في سانتا في، عن قلقها بشأن الميليشيات اليمينية التي تنظم مظاهرات في الولاية. وقالت «كل من الجانبين يشعر بأنه في حال خسارة جانبه، سوف تنتهى الدولة»، مضيفة «وهناك جانب لديه أسلحة أكثر من الآخر». وقالت راسل التي عملت مؤخراً على تحسين مهاراتها في التصويب واستخدام السلاح: «أجد أن إطلاق النار أمر يهدئ الأعصاب لأنه يتعين عليك التركيز في حقيقة الأمر»، مضيفة: «إنه لأمر مرضٍ أن تشعر بالسيطرة في هذا العالم المضطرب».
وأثار وباء «كورونا» والغموض الاقتصادي والاضطرابات المدنية، مخاوف على مستوى عام أكثر من أي وقت في التاريخ الحديث، بحسب ما قاله الباحث في علم الاجتماع في جامعة ولاية فلوريدا بنجامين دود ارو. وارتفعت حوادث القتل خلال فترة تفشي الوباء، بنسبة 15 % خلال النصف الأول من عام 2020، بحسب ما قاله مكتب التحقيقات الاتحادي. ولم يتضح السبب وراء الزيادة، على الرغم من أن بعض المراقبين تكهنوا بأنه ربما ترجع الزيادة إلى الاقتصاد المتعثر أو تقاعس رجال الشرطة عن أداء مهامهم بسبب ازدياد الشعور بعدم الثقة في جهاز الشرطة.
وأدت المخاوف بشأن انتخابات فوضوية والتوقعات بحدوث عنف سياسي إلى زيادة مبيعات الأسلحة، حيث يخشى الأميركيون من الجانبين اليساري واليميني من الأشهر المقبلة. وقال دود ارو «لقد أوجدنا مزيجاً من المواطنين الخائفين لأسباب مختلفة»، مضيفاً: «عندما يشعر الأشخاص بأنهم يمكن أن يصبحوا ضحية، تظهر رغبتهم في حماية أنفسهم». وخلص تقرير إلى أن نحو 40 % من الزبائن على مستوى البلاد هذا العام يشترون سلاحاً لأول مرة، بارتفاع من نسبة 24 % خلال الأعوام الماضية.
ويبرر معظم الزبائن الجدد شراء سلاح بأنه من أجل الدفاع عن النفس. ويقول مارك ابرامسون، مالك أحد متاجر الأسلحة، إنه رصد زيادة في أعداد الزبائن من النساء وأصحاب العرقيات المختلفة. وأضاف أن بعض الأميركيين الآسيويين أخبروه بأنهم يخشون استهدافهم في هجمات عرقية عقب اتهام ترامب، الصين أكثر من مرة بأنها وراء تفشي فيروس كورونا. ورأى ابرامسون، أن ارتفاع مبيعات الأسلحة نتيجة طبيعية لتزايد التوترات السياسية، التي يعتقد أن وسائل الإعلام السبب في تفاقمها. وقد تحدث هو والعاملون معه بشأن الحاجة للدفاع عن متجرهم من النهب في حال اندلاع أعمال عنف بعد الانتخابات.