أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
عقد مجلسا السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير في السودان، أمس، اجتماعاً لبحث العلاقات مع إسرائيل. وقالت مصادر مطلعة لـ«الاتحاد»، إن الاجتماع سعى للوصول إلى وجهة نظر مشتركة حول هذا الملف، واحتواء الانقسامات والتقاطعات داخل أطراف الحكم الانتقالي. فيما أوضحت مصادر قوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد»، أن القوى الرافضة لإقامة العلاقات مع إسرائيل من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ستجتمع، اليوم الثلاثاء، لدراسة الموقف مع الحرص على عدم اتخاذ أي قرارات من شأنها زعزعة الفترة الانتقالية.
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أن بلاده تتطلع لإقامة علاقات مع دول العالم كافة، بما فيها إسرائيل، مشيراً إلى أن الشعب السوداني عاش عزلة لثلاثين عاماً، وآن الأوان للانفتاح على كل العالم في علاقات مبنية على السلام والتنمية. وتوقع في مداخلة مع قناة «مكان» الإسرائيلية، مصادقة الهيئة التشريعية بالأغلبية على الاتفاق مع إسرائيل؛ لأن فيه مصلحة السودان.
وعدد دقلو الفوائد للسودان من إقامة علاقات مع إسرائيل، وأولها فك العزلة، فضلاً عن التطلع للتعاون في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، والاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية في الزراعة. ونفى وجود علاقة بين شطب السودان من قائمة الإرهاب والاتفاق مع إسرائيل، وقال إن السودان أوفى بكل التزاماته للولايات المتحدة فيما يخص قائمة الإرهاب، وأن الملفين منفصلان وكل يسير في مساره.
وأشار إلى دور الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب في ملف العلاقات مع إسرائيل، معرباً عن شكره للإدارة الأميركية. وأكد استمرار العلاقات بين السودان وإسرائيل، وصولاً للعلاقات الكاملة، موضحاً أن العزلة التي فرضت على السودان كانت بسبب قضايا أيديولوجية، لا علاقة للشعب السوداني بها، وأشار إلى أن السودان ليس جاراً لإسرائيل ولا تجمعهما حدود. وتساءل: «ما هي مشكلتنا مع إسرائيل؟»، مؤكداً الوقوف مع القضية الفلسطينية، ومع الحل، ومشيراً إلى أن الفلسطينيين أنفسهم لديهم علاقات مع إسرائيل. وأوضح رداً على سؤال عن زيارة أول وفد سوداني إلى تل أبيب: «سيكون في أول فرصة، سواء كان وفداً شعبياً أو رسمياً».
وكان عضو المجلس السيادي الفريق ياسر العطا قال، إن المكون العسكري في الحكم الانتقالي وراء علاقات السودان بإسرائيل، وأعلن ترحيب الحكومة بكل الوفود الإسرائيلية والأميركية في الخرطوم للتباحث في شراكات اقتصادية. وأضاف أن ما حدث كان خطوة في الاتجاه الصحيح، مؤكداً: «لسنا في عداء مع أي دولة في العالم، وشعبنا تضرر من السياسات المتطرفة».
على صعيد آخر، وقع القادة الدينيون ورؤساء الطوائف الدينية في السودان على إعلان المائدة المستديرة للحرية الدينية، الذي يستلهم روح السلام والازدهار لشعب السودان، وجميع أصحاب النيات الحسنة في العالم. وأكد بيان أن الحرية الدينية تعتبر من أساسيات السلام المستدام والازدهار، حيث تمثل قيمة مشتركة بين البشر تؤكدها الأعراف والقوانين الدولية. وأوضح قائلاً «إنهم يصلون من أجل السودان، وأن ينعم شعبه بالسلام، ويكون الاحترام المتبادل بين مجتمعاته، وأن يعم الوئام والتعاون السودان والعالم كله».