يزداد القلق من اتساع رقعة تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد مع اقتراب فصل الشتاء الذي هو في الأصل فترة انتشار الإنفلونزا الموسمية في العالم.
وسجلت العديد من الدول أبرزها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا أرقاماً قياسية يومية جديدة للإصابات بالفيروس المسبب لمرض كوفيد - 19.
وقد أجبر اتساع رقعة الموجة الثانية من الفيروس بعض الدول على فرض قيود جديدة.
أُصيب نحو 43 مليون شخص عبر العالم بفيروس كورونا، وتوفي مليون و151929 جراء مرض كوفيد - 19 الناجم عنه. ويوجد في الولايات المتحدة أكبر عدد من الوفيات والإصابات.
وحمل الحديث عن تحفيز لقاح تطوره جامعة أوكسفورد وشركة أسترا زينيكا استجابة مناعية لدى كل من كبار السن والشبان أنباء إيجابية مع اقتراب الشتاء في الدول الشمالية واختلاط الناس في أماكن داخلية.
لكن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك حذر من أن اللقاح لن يكون متاحاً على نطاق واسع قبل العام المقبل، وقال «لم نصل (إلى هذه النقطة) بعد».
في الولايات المتحدة، وصل المتوسط الأسبوعي للحالات اليومية الجديدة إلى مستوى قياسي بلغ 69494 حالة، وفقاً لإحصاءات تشير كذلك إلى أن الوفيات، التي تحوم حول 800 حالة يومياً، في اتجاه تصاعدي.
وبلغ عدد مرضى كوفيد - 19 في المستشفيات أعلى مستوى له في شهرين بوصوله إلى 41500 حالة، مما أنهك أنظمة الرعاية الصحية في بعض الولايات.
وتوفي أكثر من 225300 إجمالاً بسبب كوفيد - 19 في الولايات المتحدة.
أما في أوروبا، فالصورة شديدة القتامة مع تسجيل العديد من الدول زيادات قياسية في الفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان بوسط الصين نهاية العام الماضي.
وتقود فرنسا ذلك المنحى المرتفع، إذ سجلت أكثر من 50 ألف حالة يومية لأول مرة يوم أمس الأحد، بينما تجاوزت القارة عتبة 250 ألف حالة وفاة.
وقال جان فرانسوا دلفريسي، الذي يرأس مجلساً يقدم المشورة للحكومة الفرنسية، لإذاعة (آر. تي. إل)، إن فرنسا ربما تسجل حتى 100 ألف إصابة جديدة يومياً.
وتحاول الحكومات باستماتة تجنب العزل العام الذي كبح المرض في بداية العام على حساب إغلاق اقتصاداتها بالكامل. لكن الارتفاع المطرد في الحالات الجديدة أجبرها على تشديد القيود.
ونقلت صحيفة بيلد عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قولها في اجتماع لزعماء في الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم الذي تنتمي إليه «نواجه شهوراً صعبة جداً جداً».
على الرغم من أن أداء ألمانيا كان جيداً نسبياً مقارنة بدول أخرى في أوروبا، فقد شهدت أيضاً ارتفاعاً حاداً في الحالات. وقال معهد «إيفو»، إن مؤشره لمناخ الأعمال انخفض، اليوم الاثنين، مما يعكس المخاوف بشأن الفيروس.
وفي إسبانيا، واجهت الحكومة رد فعل عنيفاً بشأن خططها لفرض حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في واحدة من أشد بؤر تفشي الفيروس في أوروبا. وقالت أحزاب المعارضة، إن ستة أشهر أطول مما ينبغي، وقال علماء الأوبئة، إن هذا قد يكون متأخراً للغاية، بينما رفض بعض المواطنين الالتزام بحظر التجول ليلاً.
في روسيا، ارتفع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد - 19 إلى مستوى قياسي بلغ 17347 اليوم الاثنين، بينما حذر الكرملين من أن الوباء بدأ في التسبب في خسائر أكبر خارج العاصمة موسكو.
وأصبحت روسيا في أغسطس الماضي أول دولة تمنح الموافقة التنظيمية للقاح لكوفيد - 19.
وبرصدها مليوناً و531224 إصابة، تصبح الدولة، البالغ عدد سكانها حوالي 145 مليون نسمة، رابع أكبر دول العالم إصابة بفيروس كورونا بعد الولايات المتحدة والهند والبرازيل.
كما فرضت إيطاليا، التي كانت الأكثر تضرراً في المراحل الأولى من الأزمة في مارس، قيوداً جديدة وأمرت بإغلاق المطاعم والمقاهي، اعتباراً من الساعة السادسة مساء وإغلاق دور السينما والصالات الرياضية وفرض حظر تجول محلي في مناطق عدة.