عدد اليوم
سمر إبراهيم (جوبا)
أكد مقرر لجنة الوساطة الجنوبية، الدكتور ضيو مطوك، إنه يتم في الوقت الراهن التشاور مع أصدقاء السودان بشأن كيفية انعقاد مؤتمر المانحين لدعم اتفاق السلام، لاسيما أن هناك فجوة كبيرة بين الموارد الاقتصادية المتاحة لدى الحكومة السودانية وبين ما يتطلبه تنفيذ الاتفاق، موضحاً أن إقليم «دارفور» يحتاج 13 مليار دولار على مدار 10 سنوات، فيما يتطلب تنفيذ الاتفاق بصورة عامة ما يقرب من 20 مليار دولار. وقال مطوك في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، إنه لم يتم تحديد الجهة أو الدولة التي سترعى هذا المؤتمر حتى الآن، ولذلك نريد مبادرة من الدول الصديقة للسودان أن تعلن دعمها ورعايتها لهذا المؤتمر، مشيراً إلى عودة قادة الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق خلال شهر أكتوبر الجاري.
وفي السياق، أكد وفدا الحكومة والجبهة الثورية على ضرورة البدء في تنفيذ الاتفاق من الخرطوم وليس من جوبا، وأكدا على جاهزيتهما لتنفيذ الاتفاق عملياً على أرض الواقع.
من جانبه، قال عضو مجلس السيادة السوداني، محمد حسن التعايشي إن الطرفان اتفقا على ضرورة وحدة أطراف العملية السلمية، وعدم تأجيل أي بند من بنود الاتفاق، لاسيما أن هناك التزاما بتنفيذ جداول المصفوفة الزمنية.
وأشار التعايشي خلال مؤتمر صحفي إلى أهمية بداية تنفيذ بند الترتيبات الأمنية حتى يشعر المواطن السوداني بأن الحرب قد توقفت وبدأت مرحلة تشكيل المؤسسات المتفق عليها في نصوص الاتفاق، وهم مجالس السيادة والوزراء والتشريعي المجلس السيادي، مؤكداً على ضرورة إدخال اتفاق السلام في الوثيقة الدستورية وتشكيل الآلية العليا لمراقبة تنفيذ الاتفاق، موضحاً أن الأوضاع لا تحتمل التأجيل لتشكيل الحكومة وأن أطراف العملية السلمية سيكونوا جزءًا منها بعد قدومهم للخرطوم قريباً.
بينما أكد رئيس الجبهة الثورية، الدكتور الهادي إدريس على جدية أطراف العملية السلمية في التنفيذ، مشيراً إلى أن الاجتماع بحث عدد من القضايا الخاصة بعودة مكونات «الجبهة الثورية» إلى الخرطوم وبداية تنفيذ الاتفاق وتضمين الاتفاق في الوثيقة الدستورية في أقل من أسبوعين.
وعلمت «الاتحاد» من مصدر سوداني مطلع، أنه من المقرر أن تنتهي جميع المباحثات الخاصة بتكوين مؤسسات الدولة ومشاركة مكونات الجبهة الثورية بها وتشكيلها أيضاً، خلال مطلع شهر نوفمبر المقبل.
إلى ذلك، التقى النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، مع المبعوث الفرنسي، أمس، بالعاصمة جوبا، بصفته ممثلاً لبلاده في حفل التوقيع النهائي على اتفاق السلام وبحث اللقاء آليات تنفيذ اتفاق السلام، وملف انضمام حركتي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور اللذين لم يوقعا على الاتفاق، فضلاً عن كيفية الحقاها بعملية السلام. وخلال اللقاء دعا حميدتي فرنسا لمضاعفة جهودها لدعم مسيرة السلام في بلاده، فضلاً عن دعم دولة جنوب السودان من أجل إحلال الأمن والسلم بالمنطقة.
من جانبه، أشاد المبعوث الفرنسي بجهود النائب الأول تجاه تحقيق السلام بدولتي السودان وجنوب السودان، مشيراً إلى أن بلاده ستعمل مع المجتمع الدولي من أجل دعم تنفيذ الاتفاق، فضلاً عن الاستمرار في برنامج دعم الأسر الفقيرة في السودان لعامين قادمين.
