أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
كشفت مصادر مطلعة في الخرطوم لـ«الاتحاد» عن اتصالات مكثفة تجريها العديد من القيادات والقوى والأحزاب السياسية السودانية مع تصاعد المخاوف، عقب تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية برئاسة عبدالعزيز الحلو بشأن اعتداءات مسلحة على السكان بولاية جنوب كردفان.
وقال الجيش السوداني في بيان له: «إن قوات تتبع لمجموعة الحلو نصبت أكمنة وزرعت ألغاماً في طريق رعاة كانوا في طريقهم من الجنوب إلى الشمال، ومعهم قوة من الجيش تحرسهم، في منطقة خور الورل بولاية جنوب كردفان»، وتقع خور الورل تحت سيطرة حركة الحلو.
وأوضح بيان الجيش السوداني أن الحادث أدى إلى مقتل العديد من المدنيين ومن القوات المسلحة، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية ومدنية، وأكد الجيش التزامه بتأمين حركة السكان وضمان ممارسة حياتهم الطبيعية وحمايتهم، مع الالتزام التام بوقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة.
ومن جانبها، اتهمت حركة الحلو القوات الحكومية بتكرار خروقاتها، ما تسبب في نزوح العديد من السكان.
وأعرب محللون لـ«الاتحاد» عن قلقهم من هذا التصعيد، والتأثيرات السلبية التي يمكن أن تنتج عنه على الأرض وعلى وقف إطلاق النار، وانعكاساته على العملية السلمية في جوبا.
وعلى صعيد آخر، أبدت وزارة الخارجية السودانية تحفظها على تحذير وزارة الخارجية الأميركية لمواطنيها من السفر إلى السودان.
ودعت الوزارة في بيان أمس نظيرتها الأميركية لتوخي الدقة في تحذيرها رعاياها لإعادة النظر في السفر إلى السودان. وذكرت الوزارة بـ«التغيير الكبير الذي أحدثته ثورة ديسمبر 2018» التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، وأشارت إلى «أجواء الاستقرار السياسي، وإلى حرية التظاهر، وحماية أرواح وحقوق السودانيين والأجانب على حد سواء»، وكذلك «مفاوضات السلام الجارية حالياً مع الحركات المسلحة».
وكانت الخارجية الأميركية نصحت مواطنيها بإعادة النظر في سفرهم إلى السودان بسبب تفشي وباء كورونا، والجرائم والإرهاب والاضطرابات المدنية.