دينا محمود (لندن)
حذر محللون غربيون من أن «السياسات المتغطرسة» التي ينتهجها النظام التركي في الوقت الراهن حيال الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، تشكل أحد العوامل الرئيسة التي تحول دون استئناف العملية التفاوضية الرامية، لإيجاد تسوية سلمية للأزمة المستمرة في هذا البلد منذ أكثر من تسع سنوات، وباتت تهدد بتقسيم البلاد.
وأشاروا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام غربية، إلى أن أنقرة تواصل حالياً ضغوطها على حكومة الوفاق، لرفض كل مبادرات الحوار المطروحة، وعلى رأسها المبادرة الليبية التي أُطْلِقَت من العاصمة المصرية القاهرة مطلع الأسبوع الماضي، وقوبلت برفض شبه فوري من جانب نظام أردوغان وحلفائه في حكومة السراج.
ونقلت صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية عن هؤلاء المحللين تحذيرهم من أن هذه المواقف المتعنتة، التي تنبع من إحساس «الوفاق» بـ «ثُمالة» النصر الكاذب، تمنع استئناف المفاوضات، وتجعل ليبيا «عرضة لخطر التقسيم» الفعلي. وكشف المحللون الغربيون النقاب عن أن المؤشرات على الأرض، تفيد بأن المكاسب التي يتحدث عنها مسؤولو حكومة السراج مبالغ فيها، في ضوء أن ميليشياتهم التي تحاول الآن الوصول إلى مدينة سرت الاستراتيجية «اضطرت للتراجع، تحت وطأة الضربات الجوية التي تعرضت لها.
وشددوا على أن حملة التضليل التي تشنها تركيا وحكومة السراج للترويج لـ«هزائم» مُني بها الجيش الليبي، لا تخدع أحداً بالنظر إلى بقاء الجيش طرفاً أساسياً في أي اتصالات دبلوماسية دولية تتناول سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. في السياق ذاته، أكد موقع «إيجيا تايمز» الإخباري أن النظام التركي يزج الآن بليبيا بأسرها في «قلب صراع للقوة» في الشرق الأوسط، وذلك في سياق محاولاته لاستخدام ورقة التحالف مع حكومة طرابلس، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
وألمح الموقع إلى أن ذلك هو ما يدفع مسؤولي النظام الحاكم في أنقرة، لتكثيف الضغوط على السراج ومسؤولي حكومته، لمنعهم من الاستجابة لأي جهود سلمية تبذلها قوى إقليمية أو دولية. فبحسب تقرير الموقع؛ لا تتعدى رقعة سيطرة ميليشيات الوفاق 20% من مساحة ليبيا وربما أقل، فيما يبسط الجيش الليبي سيطرته على قرابة 60% من أراضي البلاد، بما في ذلك مناطق حقول النفط ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية الكبرى.
وأشار إلى أن الهدف الرئيس لأنقرة الآن في ليبيا، ربما بات يتمثل في الاستيلاء على سرت، عبر وكلائه في حكومة السراج، التي تشكل بوضوح فرعاً لجماعة «الإخوان» الإرهابية وتنظيميْ «القاعدة» و«داعش» الإرهابييْن.