دمشق (وكالات)
اندلعت تظاهرات في مدينة السويداء جنوب سوريا لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وسط انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، يأتي ذلك فيما قتل 41 عنصراً من الجيش السوري وفصائل المعارضة خلال اشتباكات شمال غرب البلاد رغم سريان وقف لإطلاق النار.
وقال سكان في مدينة السويداء إن العشرات وأغلبهم شباب تجمعوا في ساحة البلدية وسط المدينة، ثم اتجهوا إلى مبنى المحافظة، وهم يرددون هتافات منددة بالفساد وانهيار الليرة السورية وتردي الوضع الاقتصادي بشكل عام نظراً لقلة الرواتب أمام أسعار المواد الغذائية التي أصبحت تسعر بالدولار. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وتحمله مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية، وبخروج روسيا وإيران من سورية لأنهما السبب الرئيس في هذا الانهيار.
إلى ذلك، قالت مصادر سورية في محافظة السويداء، إن القوات الأمنية في المحافظة لم تتعرض للمتظاهرين الذين استمروا حوالي نصف ساعة.
واستمر سعر الليرة السورية بالهبوط أمام الدولار الأميركي، الأمر الذي دفع الكثير من أصحاب المحال التجارية إلى إغلاق محالهم، أو عدم بيعهم بضائع بسبب صرف الدولار، وأشار أصحاب محال تجارية في مدينتي دمشق وحلب إلى توقف بيع الدولار مع استمرار هبوط الليرة. وأكد أصحاب المحال ارتفاع سعر الدولار خلال أقل من 24 ساعة أكثر من 700 ليرة سورية.
في السياق أيضا، تشهد غالبية المحافظات السورية، إغلاقاً جزئياً لغالبية المحال التجارية الكبيرة والمحروقات وغيرها، بدأ منذ أيام وما زال مستمراً، وفي مناطق نفوذ الجيش أغلق بعض التجار محالهم التجارية، ورفعوا الأسعار بشكل جنوني في محافظات اللاذقية وحمص وحماة ودرعا، تزامنا مع استمرار انهيار الليرة السورية.
ومع وصول سعر صرف الدولار إلى 3500 ليرة سورية تكون الليرة السورية خسرت 70 ضعفاً عن قيمتها عام 2011، ومع هذا التدهور في صرف الليرة السورية أصبحت رواتب العاملين لا تكفي لعدة أيام، ويبلغ معدل الرواتب في سورية حوالي 50 ألف ليرة سورية، ما يعادل 15 دولاراً تقريباً.
أمنياً، قتل 41 مقاتلاً من قوات الجيش السوري ومن فصائل المعارضة أمس، في شمال غرب سوريا، خلال اشتباكات أعقبت هجوماً شنّه فصيل مرتبط بتنظيم «القاعدة»، رغم سريان وقف لإطلاق النار، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة. وتشهد المنطقة الواقعة بين الحدود الإدارية لمحافظات إدلب وحماة واللاذقية في الأسابيع الأخيرة اشتباكات متقطعة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجيش والفصائل المقاتلة، رغم سريان هدنة أعلنتها موسكو وأنقرة منذ السادس من مارس.
وأحصى المرصد مقتل 19 عنصراً على الأقل من الجيش السوري والميليشيات الموالية له خلال اشتباكات اندلعت إثر هجوم شنّه فصيل «حراس الدين» مع فصائل أخرى على مواقع عسكرية في منطقة سهل الغاب الواقعة في شمال غرب حماة والملاصقة لإدلب.
كما قتل 22 مسلحاً من القوات المهاجمة التي انسحبت وفق المرصد، من قريتين تقدمت إليهما بعد قصف جوي روسي وقصف بري سوري كثيف.
وينشط فصيل «حراس الدين» الذي يضم نحو 1800 مقاتل في المنطقة، ويقاتل إلى جانب هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً» التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في إدلب ومحيطها.
ولا يعد وقف إطلاق النار الحالي الأول في إدلب التي تعرضت خلال السنوات الأخيرة لهجمات عدّة شنها الجيش بدعم روسي وسيطر خلالها تدريجياً على أجزاء واسعة من المحافظة. ومع تقدمها الأخير في جنوب إدلب وغرب حلب، بات نحو نصف مساحة المحافظة تحت سيطرة الجيش.