حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
تتواصل المشاورات داخل مكتب القيادة العامة للجيش الليبي لوضع خريطة طريق لحل الأزمة في البلاد، وذلك بعد إسقاط القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر للاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، وسط تنسيق مع رئاسة مجلس النواب للاتفاق على بعض التحركات، خاصة مع نية قيادة الجيش إصدار إعلان دستوري.
وكشف عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة ترهونة محمد العباني، عن عزم القيادة العامة إصدار إعلان دستوري يؤكد الثوابت الوطنية التي جاءت خلال إعلان إسقاط الاتفاق السياسي والأجسام المنبثقة عنه، مرجحاً تعديل الهيكل التنظيمي للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بعد قبولها التفويض لإدارة شؤون البلاد، بحيث ينصب التركيز على محاربة الميليشيات ووحدة ليبيا واستقلالها، ويستوعب آلية إدارة الشأن العام.
ورجح العباني في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» تشكيل هيئة حكم بعدد من الوزراء التكنوقراط برئاسة شخصية وطنية قادرة على إدارة الشأن العام بكفاءة ومكافحة الفساد، وتحديد ملامح المرحلة الانتقالية التي يتم من خلالها تحرير الأراضي الليبية من الإرهاب الذي علق بها نتيجة الهشاشة الأمنية، وضعف وفساد المؤسسات المنبثقة عن اتفاق الصخيرات.
وأكد أن قيادة الجيش الليبي تعمل على دراسة ملامح الدستور والتداول السلمي للسلطة ووضعية الدولة المدنية التي ستنتهي إليها المرحلة الانتقالية القائمة على تفويض السلطة، محذراً من إعادة تدوير بعض الوجوه السياسية، خاصة تلك التي ارتبطت بالفساد، مشدداً على أن محاربة الفساد نصف حل الأزمة في ليبيا.
عسكرياً، سقطت طائرة تركية مسيّرة، من طراز «بيرقدار» بذخائرها على منزل أحد الليبيين بمنطقة عرادة جنوب قاعدة معيتيقة الجوية، وسط تأكيدات بأن التشويش الذي تستخدمه قوات الجيش تسببت في حدوث خلل فني في الطائرة وسقوطها.
يأتي ذلك بعد أيام من إسقاط طائرة تركية مسيّرة، في بني وليد بعد قصف نفذته الطائرات التركية، بحق سيارات وأطقم إسعاف في المنطقة، علاوةً على تدمير شاحنة مواد غذائية، بمنطقة وادي دينار، وذلك في خرق للهدنة الإنسانية التي أعلنتها قوات الجيش الليبي.
بدوره، نفى عضو شعبة الإعلام الحربي المنذر الخرطوش، ما يتم تداوله من أخبار بشأن تقدم ميليشيات الوفاق والمرتزقة السوريين إلى معسكر حمزة ولا حتى محيط خزانات النفط في طريق المطار.
وأوضح الخرطوش أن الطيران التركي المُسير يستمر في استهداف أرزاق الليبيين باستهداف سيارات نقل الوقود، مؤكداً انتشال 6 جثث في محور المشروع، تركها المرتزقة السوريين خلفهم بعد هروبهم.
فيما أعادت الإدارة العامة للإعلام الخارجي، بوزارة الخارجية بالحكومة الليبية، بث تحقيقات أذاعتها شعبة الإعلام الحربي في وقت سابق، مع مرتزقة سوريين مدعومين من تركيا، للقتال مع ميليشيات حكومة الوفاق، في طرابلس، بغرض فضح التورط التركي في دعم ميليشيات مسلحة بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن، القاضية بحظر التسليح.
ويتحدث في مقطع الفيديو المرتزق السوري المدعو محمد عيدان أسعد، التابع لما يعرف بـ «جيش النخبة التركي» عن عملية نقله من سوريا إلى غازي عنتاب ومن ثم إلى إسطنبول وبعدها إلى مطار مصراتة، ليتم نقلهم إلى جبهات القتال في طرابلس ضد القوات المسلحة الليبية.
وفي ترهونة، تعاني المدينة من حصار خانق تفرضه الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، تمهيداً لاقتحام المدينة التي تعد القاعدة الرئيسة لقوات الجيش الليبي غرب البلاد.
ويقول عضو مجلس النواب الليبي عن ترهونة محمد العباني إن المدينة محاصرة وتفتقد لأبسط مقومات الحياة، لافتاً إلى أن صواريخ جراد وطيران تركي مسيّر تستهدف المدنيين بشكل يومي، متهماً البعثة الأممية بعدم التحرك لوقف هذه الجرائم.
وأكد العباني أن أهالي مدينة ترهونة لن يتراجعوا عن دعمهم للقوات المسلحة الليبية.
بدوره، اتهم رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح في تصريحات صحفية، النظام التركي بمحاول انتزاع ليبيا من محيطها عبر المد العثماني، داعياً إلى ضرورة مواجهة الغزو التركي للدولة الليبية الذي يتم بتهريب أسلحة وذخائر وإرهابيين إلى طرابلس ومصراتة.