السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هل يهاجم «كوفيد-19» الدم بجسم الإنسان؟

ممرضة ترتدي ملابس واقية أثناء رعاية مريض بـ«كورونا» داخل مستشفى بالسويد (أ ف ب)
21 ابريل 2020 03:09

شعبان بلال (القاهرة) 

ما زال الغموض يحيط بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» وتأثيراته على الإنسان، مع استمرار الأبحاث والدراسات على مستوى العالم للتعرف عليه بصورة أقرب، كان آخرها ورقة بحثية ما زالت تحت الدراسة لباحث صيني أشار فيها إلى احتمالات مهاجمة الفيروس دم المصاب. 
وبحسب الورقة البحثية التي نشرتها المجلة العلمية «كيمركسيف»، والتي أعدها الباحث الصيني ليو وينزهونج، فإن «كوفيد - 19» يهاجم كرات الدم الحمراء، وعلى وجه الدقة مركب البورفيرين في الدم، الذي يحتوي على الحديد، وبدوره يحمل الأكسجين في الدورة الدموية.
ويعتقد وينزهونج أن الفيروس يهاجم «البورفيرين»، ويخرج الحديد ليحتل مكانه. 
وأوضحت الورقة البحثية، التي أثارات جدلاً واسعاً ودفعت الكثيرين لدراستها، إلى أن كرات الدم الحمراء تصبح بعد هجوم الفيروس غير قادرة على حمل الأكسجين لعدم احتوائها على الحديد، وهو ما يتسبب في اختناق الجسم بداية من الرئة للقلب والكلى والكبد، ومن ثم تلف هذه الأعضاء واحداً تلو الآخر بسبب قلة الأكسجين. 
واعتبر الباحث أيضاً أن الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي لا تشكل حلاً فعّالاً، مدللاً على ذلك بما حدث في دول أوروبية وأميركا التي شهدت وفاة مصابين بالفيروس رغم وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي، وهو ما تسبب في حيرة كبيرة بين العلماء والأطباء. 
وقال باحثون لـ«الاتحاد»: «إن إثبات صحة هذا البحث سيحدث طفرة جديدة للسيطرة على المرض، لأنه قد يعني ضرورة نقل دم للمريض في بداية تدهور حالته لإنقاذ حياته»، موضحين أن يفتح أيضاً الطريق أمام سبل أخرى في العلاج من خلال التركيز على كرات الدم. 
وأوضح الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، أن هذه الورقة البحثية احتمال غير مؤكد حتى الآن، منوهاً بأن الأبحاث ما زالت مستمرة للبحث في ما أثاره هذا البحث من أن الفيروس يطرد الحديد من الهيموجلوبين، في ظل وجود ملاحظات بزيادة التجلطات الرئوية بين مصابي الفيروس. 
وقال عقبة لـ«الاتحاد»: «لم يثبت حتى الآن دخول الفيروس في كرات الدم الحمراء»، مضيفاً: «المؤكد هو حدوث تجلطات في الرئة بصورة كبيرة بين المصابين، وهو ما دفع البعض للتوصية بأدوية مسيلة للدم لمواجهة هذه التجلطات». 
ولفت أستاذ المناعة إلى أن بعض المصابين بالفيروس لا يستفيدون من أجهزة التنفس الصناعي الموجودة بالمستشفيات ويتعرضون للوفاة، موضحاً أن ذلك دفع البعض للتوصية بتحاليل الأشعة المقطعية على الشرايين وتحاليل متخصصة لمعرفة مدى احتمالية تعرض المصابين للجلطات مع ملاحظات بعدم وصول الأوكسجين للخلايا، وبالتالي عدم وصول الدم للرئة.
من جانبه، لم يستبعد الدكتور علاء الخولي، أستاذ الفيروسات بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات في مصر، هذه التفسيرات.
وأشار الخولي لـ«الاتحاد» إلى أن الفيروس ربما يتحد مع الحديد المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم، وهو ما يتسبب في تدمير مهمة كرات الدم الحمراء ويعطل نقل الأكسجين، وهو ما يتسبب في الاختناق والوفاة. 
وأوضح أستاذ الفيروسات أن عدم توافر الأكسجين يتسبب في موت خلايا الرئة، ومن ثم الاختناق مع الإفرازات نتيجة الالتهابات في أنسجة الرئة وانسداد الشعيبات الهوائية الصغيرة وهي الخاصة بالتنفس، مؤكداً أن ذلك قد يكون السبب في عدم فاعلية أجهزة التنفس الصناعي في بعض الحالات عدا في حالة القدرة على وقف تكاثر الفيروس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©