بسام عبدالسلام (عدن)
تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها الإنسانية والإغاثية في تطبيع الحياة بمختلف المناطق المحررة بالساحل الغربي اليمني، وذلك ضمن الاستجابة الطارئة التي تبنتها دولة الإمارات للتخفيف من معاناة الأشقاء في اليمن الذين يمرون بأزمة إنسانية صعبة.
وسارعت «الهيئة» عبر فريقها الإغاثي في الساحل الغربي إلى تقديم الدعم والمساعدة للأسر النازحة التي تضررت جراء الحريق الذي شب في مخيم النازحين بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة.
وتفقد فريق «الهيئة» رفقة محافظ الحديدة الدكتور الحسن علي طاهر ومدير الوحدة التنفيذية بمديرية الخوخة تامر عبدالجبار، الأضرار التي خلفها الحريق بأحد المربعات السكنية، وأوضاع الأسر النازحة التي تضررت جراء اندلاع النيران في المخيم.
وأدى الحريق إلى تضرر عدد من الخيام الخاصة بالأسر النازحة، إلى جانب تدمير وتلف الكثير من احتياجاتهم الغذائية والإيوائية الخاصة والتي زادت من معاناتهم عقب فرارهم من مناطقهم جراء الحرب العبثية التي تشنها ميليشيات الحوثي الانقلابية على أحيائهم السكنية في الحديدة.
وخلال الزيارة، قام فريق «الهلال» بإزالة آثار الحريق، وتعويض أهالي الخيم المتضررة بخيم جديدة ذات مواصفات تضمن الأمن والسلامة الخاصة بالنازحين، كما قدم فريق «الهلال» الإماراتي مواد الإيواء الكاملة ومواد غذائية لسكان المخيم.
وخلال الزيارة، عبّر محافظ الحديدة عن سعادته لسرعة الاستجابة الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات عبر هيئة لهلال الأحمر الإماراتي، لافتاً إلى أن الأشقاء كانوا أول المسارعين في توفير خيام جديدة ومواد غذائية وأدوات إيوائية للتخفيف على النازحين الذين تضرروا جراء الحريق الذي شب في المخيم.
ومن جانبه، أكد مدير الوحدة التنفيذية بالمديرية تامر عبدالجبار أن «الأشقاء في الإمارات دائماً يسارعون إلى تلبية النداءات والمناشدات الإنسانية، وتقديم الدعم السخي لمخيمات النازحين»، موضحاً أن هذه الاستجابة ليست الأولى للهلال الأحمر الإماراتي الذي يبادر دائماً إلى إنقاذ الأرواح وتقديم الإيواء والغذاء العاجل للمتضررين وخصوصاً لشريحة النازحين.
وأضاف أن الجهود الإغاثية الإماراتية مستمرة للنازحين منذ نزوحهم بسبب عدوان الميليشيات الحوثية على مناطقهم السكنية منذ أكثر من سنتين، مؤكداً أن هذه المواقف الإنسانية ستظل خالدة ومحفورة في ذاكرة الوطن والأهالي الذين لمسوا تلك الجهود الإنسانية الأخوية.
وعبر عدد من الأسر النازحة عن كل الشكر والتقدير لمواقف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ودورها الكبير في التخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء الحرب، مشيرين إلى أن المساعدات العاجلة التي تلقوها ستسهم في رفع المعاناة عنهم عقب الأضرار التي نتجت عن الحريق الذي شب بصورة مفاجئة في المخيم.
في سياق آخر، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي العمل في قسمي العمليات والرقود بمستشفى المخا العام عقب تجهيزهما ورفدهما بالتجهيزات والمعدات الطبية اللازمة.
ويهدف افتتاح القسمين إلى تعزيز الخدمات الطبية المقدمة عبر المستشفى الميداني الذي يخدم الآلاف من الأسر القاطنة على امتداد الشريط الساحلي الواصل من خليج عدن إلى محافظة الحديدة.
وجاء تدشين العمل في القسمين استمراراً للدعم السخي المقدم من دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر من أجل استعادة المنظومة الصحية المتدهورة في الساحل الغربي والتخفيف من معاناة المرضى والجرحى الذين يسقطون جراء الهجمات الإرهابية الحوثية.
ويعد القطاع الصحي أحد القطاعات الخدمية الأساسية التي حظيت بدعم كبير من قبل الإمارات، بدءاً من تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وصولاً إلى تسيير العيادات الطبية المتنقلة للقرى والمناطق النائية البعيدة عن مراكز المديريات المحررة.
وأكد مدير المستشفى الميداني في المخا الدكتور صالح العبدلي، أن قسمي العمليات والرقود يكتسيان أهمية كبيرة، كونهما يخدمان المرضى المحتاجين إلى رعاية صحية إضافية، هذا بالإضافة إلى توفير العناء عليهم في التنقل والسفر لمسافات طويلة إلى المستشفيات الحكومية في عدن ومحافظات يمنية أخرى.
وأشار العبدلي إلى أن قسمي العمليات والرقود بالمستشفى كانا ضمن الاحتياجات الملحة التي تم رفعها للأشقاء في دولة الإمارات وقد سارعت هيئة الهلال الأحمر لتلبية هذا النداء الإنساني وتجهيزهما لاستقبال الحالات المرضية من سكان مديرية المخا والمديريات المحررة المجاورة، وجرحى الحرب القادمين من جبهات القتال، والقرى والمناطق السكنية التي تتعرض للقصف من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وأشاد العبدلي بالدور الكبير الذي قامت به الإدارة العامة لجبهة الساحل الغربي والدعم الذي قدمه التحالف العربي، وخصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة للمستشفى، من أجل الوصول إلى أعلى المستويات في تقديم الخدمات العلاجية للوافدين إلى المستشفى.