الأربعاء 2 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 32 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد بن الشيخ: «الأمن الغذائي» ثقافة مجتمعية وإرث مستدام

أحمد بن الشيخ
28 مارس 2025 02:14

خولة علي (أبوظبي) 

في عالم يتوجه نحو التطور التكنولوجي والصناعي، تبقى بعض المهن التقليدية محتفظة بمكانتها، كضرورة اقتصادية واجتماعية، هذا ما أكده المهندس أحمد حمد بن الشيخ علي، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، خريج جامعة بوليتكنك، تخصص هندسة كهربائية، والذي استطاع أن يجمع بين عمله في إحدى الشركات في دبي وشغفه العميق بتربية وتجارة الماشية، إيماناً منه بأهمية هذه المهنة ودورها في تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستدامة. 

احتياجات المجتمع
عن أهمية تربية الماشية في المجتمع المحلي، قال أحمد بن الشيخ «لطالما كانت تربية الماشية جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية، حيث اعتاد الناس إكرام ضيوفهم بأجود أنواع اللحوم، مما يعكس أهمية هذه المهنة في تلبية احتياجات المجتمع، كما أن الاهتمام بالماشية وتكاثرها يعزز الإنتاج المحلي، مما يقلل الاعتماد على اللحوم المستوردة، ويدعم الاقتصاد الوطني، فبدلاً من اللجوء إلى اللحوم المبردة والمستوردة، تسهم تربية الماشية في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين جودة اللحوم المتوفرة في الأسواق».  
ويؤكد أحمد بن الشيخ «لم تقتصر أهمية الماشية على كونها مصدراً للحوم فحسب، بل كانت جزءاً أساسياً من الحياة الزراعية والاقتصادية قديماً، فقد اعتمدت المجتمعات الريفية على الماشية في النقل وحرث الأراضي الزراعية، إلى جانب استغلال كل جزء منها، بدءاً من لحومها وألبانها، وصولاً إلى جلودها وعظامها التي دخلت في العديد من الصناعات التقليدية».

رحلة شغف 
بدأ بن الشيخ رحلته في تربية الماشية منذ أن كان في السابعة من عمره، حيث نما شغفه بها مع مرور الوقت، متعلماً من التجربة والممارسة أكثر من النظريات والمفاهيم التقليدية، فكما يصفها، فإن تربية الماشية تعتمد على الخبرة المتراكمة وليس على قواعد ثابتة، إذ تختلف أساليب العناية بها وفقاً للبيئة التي تعيش فيها، سواء كانت في المراعي المفتوحة أو الحظائر المغلقة.

رعاية دقيقة
يركز أحمد بن الشيخ على تربية الماعز والخرفان بمختلف أنواعها، حيث تتطلب هذه الحيوانات رعاية دقيقة تشمل توفير المأوى المناسب، خاصة في فصل الشتاء، وحمايتها من الأمراض الموسمية، كما أن الالتزام بمواعيد التغذية يمثل عنصراً أساسياً في الحفاظ على صحتها، وفي الصيف يحرص على توفير كميات كافية من المياه لتجنب الجفاف والإجهاد الحراري.

أمراض شائعة
يلفت أحمد بن الشيخ إلى أن الماشية تواجه العديد من الأمراض مثل الحمى الموسمية، الالتهابات الرئوية، والالتهابات المعوية، إلا أن الوقاية تظل خيراً من العلاج، موضحاً أن توفير تغذية متوازنة غنية بالبروتينات واللقاحات الدورية، يقلل بشكل كبير من مخاطر هذه الأمراض، مما يعزز صحة القطيع وإنتاجيته. 

الأكثر طلباً
ويلاحظ أحمد تزايد الطلب على لحوم التيوس المحلية والخرفان النعيمي والنجدي، خاصة في شهر رمضان الفضيل، حيث يفضل المستهلك الحيوانات التي يتراوح عمرها بين 3 و7 أشهر، أما في عيد الأضحى، فإن الإقبال يكون أكبر على «الخرفان» بأنواعها، حيث يمكن بيع عشرة خراف مقابل اثنين من التيوس في اليوم الواحد، نظراً للطلب الزائد عليها في هذه المناسبة الدينية والاجتماعية الخاصة.

خبرة ومعرفة
لا يحتفظ أحمد بن الشيخ بخبرته لنفسه، بل يحرص على مشاركة معرفته مع كل من يرغب في تعلم أصول تربية الماشية، إيمانا منه بأهمية نشر هذه الثقافة بين الشباب، ويرى أن الحفاظ على هذه المهنة التي ارتبطت بالمجتمعات الريفية والزراعية قديماً مسؤولية كبيرة، حيث يسعى جاهداً إلى إحياء هذا التراث على أمل أن يجد صدىً وتجاوباً في المستقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض