الأحد 30 مارس 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«السنع» أسلوب حياة وجوهر الهوية الإماراتية

«السنع» أسلوب حياة وجوهر الهوية الإماراتية
26 مارس 2025 02:37

خولة علي (أبوظبي) 

التمسك بالهوية الوطنية والقيم الأصيلة ليس مقترناً بعمر أو جيل، بل امتداد لما نغرسه في نفوس النشء واليافعين، ورغم أننا نعيش في زمن يشهد تطورات سريعة وتغيرات متلاحقة، إلا أن هناك من يتحمل مسؤولية الحفاظ على تراث الأجداد ونقله بروح معاصرة، ليظل نابضاً في وجدان الأجيال القادمة. 
أمل عبد العزيز العبدولي هي مثال حي على ذلك، حيث لم تكتف بأن تكون متعلمة لقيم السنع، بل اختارت أن تكون سفيرة له، ناشرةً لمفاهيمه بين النشء  واليافعين من خلال ورش العمل، الفعاليات التراثية، والمسابقات التفاعلية، ما جعلها تسعى لترسيخ هذه القيم بأساليب جذابة تناسب عقولهم.
مفهوم السنع
السنع ليس مجرد مجموعة من العادات والتقاليد، بل هو جوهر أخلاقي يعكس هوية الإنسان الإماراتي في تصرفاته وسلوكياته اليومية، بهذه الكلمات تُعبّر أمل عبد العزيز العبدولي، الطالبة في الصف العاشر، عن رؤيتها لمعنى السنع، الذي يدعو إلى احترام الكبير، والرحمة للصغير، والكرم وحسن الضيافة، والتمسك بالعادات والتقاليد الإماراتية الراسخة.
غرس القيم
ولم يكن اهتمام العبدولي بالسنع وليد الصدفة، بل كان نتاج تربية أصيلة نشأت عليها في محيط منزلها، حيث لعب والداها دوراً أساسياً في غرس هذه القيم في نفسها، فقد تعلمت منهما كيفية الترحيب بالضيوف والتحدث بأسلوب محترم والتصرف اللائق في المجالس، كما كان لجدها تأثير عميق عليها، إذ كان يحدثها عن معاني السنع وأهميته في بناء العلاقات الطيبة بين الناس، مذكراً إياها دائماً بأن «من حفظ سنعه، حفظ مقامه بين الناس».  ورؤية أمل لمدى اهتمام الدولة بالسنع، من خلال إدراج مادة خاصة به في المناهج الدراسية، عزّزت شغفها بهذا الإرث الثقافي، وجعلتها تشعر بمسؤولية نشره بين الأطفال والأجيال القادمة.
ثقافة السنع 
بدأت رحلة العبدولي في نشر ثقافة السنع منذ صغرها، مدعومة من جانب أسرتها التي حرصت على إشراكها في الأنشطة المدرسية والاحتفالات الوطنية لتعزيز ارتباطها بالهوية الإماراتية، وكانت والدتها صاحبة المبادرة في إلحاقها، وهي في الثامنة من عمرها، بمؤسسة «بصمات الأجداد»، التي تعني بتعليم الأطفال القيم الإماراتية الأصيلة بأساليب عملية وتفاعلية، وفي هذه المؤسسة، التقت بالأستاذة شيخة الوالي، التي كانت أكثر من مجرد معلمة، بل ملهمة ساهمت في تشكيل وعيها تجاه أهمية السنع، من خلال الرحلات إلى المتاحف والمهرجانات التراثية، وبذلك تعلمت أمل كيف يكون السنع أسلوب حياة وليس مجرد موروث نظري.
أساليب مبتكرة 
وقد حرصت العبدولي على استخدام أساليب مبتكرة لنشر ثقافة السنع بين النشء، منها تقديم ورش فنية تراثية، مثل تزيين المداخن بالتلي والديكوباج، وصناعة العرائس التراثية، وإعداد مسابقات ثقافية لتعزيز المعرفة بالعادات والتقاليد الإماراتية في المدارس والمهرجانات، وتدريب الأطفال على تقديم عروض من الفلكلور الشعبي الإماراتي بالمهرجانات التراثية، واستخدام القصص والمواقف التمثيلية والألعاب التفاعلية لجعل الأطفال يشعرون بأهمية السنع في حياتهم اليومية، موضحة أن هذه الأساليب تساعد في ترسيخ القيم الإماراتية في نفوس الأطفال بأسلوب ممتع وجذاب، مما يسهل عليهم تطبيقها في حياتهم.
وطنية وتراثية
لم تقتصر جهود العبدولي على المدرسة والمجتمع المحيط بها، بل امتدت إلى مشاركتها في فعاليات عدة، مثل، أيام الفجيرة التراثية، أيام الشارقة التراثية، واحتفالات اليوم الوطني، وخلالها كانت تُلقي كلمات عن أهمية حماية التراث وصونه، بالإضافة إلى إلقاء أبيات شعرية تتناسب مع روح المناسبة، لتعزيز الارتباط بالهوية الوطنية، موجهة رسالة للنشء والشباب، مفادها «كونوا سفراء لتراثكم، وتمسكوا بعاداتكم وتقاليدكم، وقيم السنع العظيمة».
آداب المجالس
أشارت أمل العبدولي، إلى أن أكثر ما تحب تعليمه للأطفال آداب المجالس واحترام الكبير، لأنها تعكس أصالة الإنسان الإماراتي وأخلاقه الرفيعة، بالإضافة إلى تعليمهم كيفية استقبال الضيف وطقوس إعداد وتقديم القهوة، باعتبارها من أجمل التقاليد التي تجسد الكرم الإماراتي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض