الإثنين 24 مارس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المجالس الرمضانية.. منصة تعزّز الروابط المجتمعية

المجالس الرمضانية.. منصة تعزّز الروابط المجتمعية
22 مارس 2025 02:09

خولة علي (أبوظبي) 
تُعد المجالس الرمضانية من أبرز التقاليد التي تميز المجتمع الإماراتي خلال الشهر الفضيل، فهي ليست مجرد لقاءات عائلية، بل تمثل فرصة للتواصل وتعزيز العلاقات الاجتماعية، فقد اعتاد الآباء والأجداد على عقد هذه المجالس منذ زمن بعيد، لتكون وجهة يجتمع فيها الأهل والأصدقاء، ويتبادلون الأحاديث الهادفة في أجواء تسودها الألفة والاحترام، ما يعكس القيم الروحانية والإنسانية للشهر الكريم، وقد انتشرت المجالس الرمضانية سواء في المقاهي الشعبية، أو في مجالس البيوت، وحتى في مجالس الأحياء، لتقوم بمهامها في طرح قضايا أهل الحي وتبادل النقاشات المثمرة حولها. 

عفوية وبسيطة
تحدث سالم ساحوه (محامٍ) عن التحولات الجوهرية التي طرأت على المجالس الرمضانية بين الماضي والحاضر، مبيناً الفارق الكبير في طبيعة هذه الاجتماعات وأهدافها، حيث أوضح أن المجالس في الماضي كانت تجمع الأهل والجيران في أجواء عفوية وبسيطة، خاصة بعد صلاة التراويح، حيث كانت مكاناً لتبادل الأحاديث، وتقوية الروابط الاجتماعية، وخلق ذكريات مشتركة، وغالباً ما كانت هذه اللقاءات تتخذ أماكن مميزة أمام بحيرة أو في صورة تجمعات بسيطة أمام الدكاكين، مما أضفى طابعاً فريداً على تلك الأيام.

برلمان مصغر 
أما في الوقت الراهن، حسب قول ساحوه، فأصبحت المجالس أكثر تنظيماً، من ناحية طرح قضايا متنوعة تهم المجتمع، وتجولها إلى منصة لتبادل المعرفة وتوسيع المدارك، مؤكداً أن كل فرد يضيف قيمة من خلال مشاركته بمعلومة أو رأي يثري النقاش ويسهم في الوصول إلى نتيجة بناءة، واصفاً المجالس بأنها أشبه ببرلمان مصغر، يتم فيه طرح حلول لمشكلات اجتماعية وأسرية، وتبادل الأفكار لبناء مجتمع متماسك.
وأشاد ساحوه بمبادرات القيادة الرشيدة في إنشاء مجالس الأحياء والضواحي، والتي أسهمت بشكل كبير في تعزيز التواصل الاجتماعي وتوفير فضاءات للنقاش المجتمعي، كما دعا إلى بذل المزيد من الجهود لتحفيز الأفراد على المشاركة في هذه المجالس، وتفعيل دورها بما يعزز من قيمتها كمصدر رئيسي للنقاش الهادف والتعاون المجتمعي.

مجتمع متماسك
وأكد حسن صابر، صاحب مجلس تراثي، أن عادة المجالس الرمضانية تمتد جذورها إلى الأجيال السابقة، حيث كان الآباء والأجداد يجتمعون في مجالس كبيرة، يتبادلون فيها الأحاديث ويناقشون القضايا الاجتماعية المهمة، وأشار إلى أن هذه المجالس لم تكن مجرد تجمعات عادية، بل كانت مدارس حقيقية يتعلم فيها الشباب أصول «السنع» من كبار السن، خاصة القيم، والحكمة، وتجارب الحياة، مما أسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية ونقل المعرفة بين الأجيال.
ومن منطلق إدراكه لأهمية هذه المجالس ودورها في بناء مجتمع متماسك، أوضح صابر أنهم حافظوا حتى اليوم على هذا الإرث العريق، وأصبحوا ينظمون مجالس رمضانية تستلهم روح الماضي، وهذه المجالس لم تقتصر على استذكار العادات القديمة فحسب، بل تطورت لتتناول قضايا معاصرة تهم المجتمع، مما يعكس توازناً بين الأصالة والحداثة.

تبادل الأفكار
أشار حسن صابر، إلى أن المجالس الرمضانية ليست مجرد لقاءات اجتماعية، بل هي منصات للحوار البناء وتبادل الأفكار، مما يسهم في تعزيز القيم الاجتماعية، وترسيخ مبادئ التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع، موضحاً أن استمرار هذه العادة يعكس حرص الأجيال الجديدة على الحفاظ على الهوية الثقافية، واستدامة هذا الموروث الذي يجمع الناس في ظل أجواء من المحبة والاحترام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض