السبت 12 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سباق الهجن.. رياضة أصيلة تعكس الهوية الوطنية

سباق الهجن.. رياضة أصيلة تعكس الهوية الوطنية
10 مارس 2025 02:10

خولة علي (أبوظبي)
سباق الهجن في دولة الإمارات يجسد ارتباطاً وثيقاً بالتراث والثقافة العربية الأصيلة، حيث يعكس العلاقة المتينة بين الإنسان والإبل التي شكلت جزءاً أساسياً من حياة البادية، هذه الرياضة التراثية ليست مجرد نشاط رياضي، بل هي رمز للهوية الوطنية ومصدر فخر يعزز القيم الاجتماعية والإنسانية.  مع التطور الذي شهدته سباقات الهجن، أصبحت تجمع بين عبق الماضي وحداثة الحاضر، ما ساهم في ترسيخها كجزء حيوي من المشهد الثقافي والاقتصادي للدولة، ولتأكيد أهميتها التاريخية والثقافية، تم إدراج سباقات الهجن ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، مما يعزز مكانتها العالمية ويؤكد عمقها التراثي.
مهارات متوارثة
يرى علي خلفان الغفلي، المتخصص في تربية الإبل وتدريبها، أن سباقات الهجن في دولة الإمارات ليست مجرد رياضة، بل هي جزء أصيل من التراث والثقافة الإماراتية.، مؤكداً أن هذه الرياضة تجسد ارتباط الأجيال الحالية بالماضي، وتعكس مهارات متوارثة جيلاً بعد جيل، حيث كانت الإبل في السابق وسيلة للتنقل ومصدراً للغذاء، وأصبحت اليوم رمزاً للهوية الوطنية ومصدراً للفخر.

الإعداد للسباق
يشير الغفلي إلى أن رحلة إعداد الإبل للسباقات تبدأ من اختيار المطايا ذات السلالات الأصيلة والمتميزة، مع تضمير الإبل من خلال برامج دقيقة تشمل التغذية السليمة، إضافة إلى تجهيز الإبل وتدريبها على أجواء السباقات، ويؤكد أن كل مرحلة تتطلب صبراً واهتماماً خاصاً، بدءاً من التدريب البدني وحتى تأهيل الإبل للتفاعل مع الجمهور والميادين، لتكون جاهزة للمنافسة.
ثقافي واجتماعي
ويؤكد الغفلي أن سباقات الهجن تمثل حدثاً اجتماعياً وثقافياً يجمع أفراد المجتمع ويعزز القيم الإنسانية، ويوضح أن هذه الفعاليات تشهد تجمع العائلات والمحبين لهذا التراث من مختلف أنحاء الدولة، ما يبرز روح التنافس الشريف والالتزام بالقوانين، كما تسهم السباقات في توثيق العلاقة بين المجتمع وتراثه، حيث تُستلهَم منها القصائد والأشعار، وتبرز من خلالها الإبداعات الفنية.
ويشير إلى أن هذه السباقات ترافقها أنشطة ثقافية متنوعة، مثل المعارض التراثية، الندوات، والعروض الفنية، المهرجانات الثقافية والاجتماعية التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية ونقلها للأجيال القادمة.

جانب اقتصادي
من الناحية الاقتصادية، يوضح الغفلي أن الإبل أصبحت اليوم محوراً لصناعة متكاملة تشمل مربّي الإبل، المضمرين، الأطباء البيطريين، وخبراء تطوير السلالات، ويضيف أن سباقات الهجن توفر دخلاً للعديد من الأسر التي تعمل في تربية الإبل، ويرى أنها ليست مجرد رياضة، بل هي نافذة تربط الحاضر بالماضي وتؤكد استمرارية التراث الإماراتي، موضحاً أن الإبل ستظل رمزاً للصحراء ومصدراً للفخر، كما أنها تجسد الهوية الوطنية التي تتجدد مع كل سباق، ما يعكس قدرة المجتمع الإماراتي على الجمع بين التراث والابتكار، وجعل هذا الموروث حاضراً في المحافل المحلية والدولية، وله قيمته ومكانته فيها.
رياضة متوارثة
يحرص علي خلفان الغفلي، على غرس فنون تربية الإبل في نفوس أبنائه لتتوارثها الأجيال، حيث اكتسب الكثير من الخبرات عن الإبل من خلال ملازمة والده وهو صغير، الأمر الذي ساعده على الاستمرار في ممارسة هذه التجربة والمشاركة الدائمة في سباقات الهجن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض