الإثنين 28 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 32 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تصوير الطبيعة.. إبداع استثنائي

تصوير الطبيعة.. إبداع استثنائي
21 فبراير 2025 01:09

خولة علي (أبوظبي) 
عبد الرحمن بن دلموك الكتبي، مصور فوتوغرافي يتمتع بإبداع استثنائي في تصوير الطبيعة بتفاصيلها الدقيقة، استطاع تحويل شغفه بالتصوير إلى مهنة، مستفيداً من قدرته الفائقة على رؤية الواقع من منظور إبداعي غير تقليدي، مما يتيح له التقاط اللحظات الجميلة التي تعكس جمال الطبيعة وروعتها. هذه العلاقة التي تربطه بالطبيعة ليست وليدة اللحظة وإنما ترعرع في أحضانها منذ الصغر ووجد في تفاصيلها ملاذاً هادئاً يلجأ إليه في أيام الشتاء، سواء برفقة عائلته أو مع أصدقائه. ولم تكن تلك اللحظات محطات عابرة، بل كانت بمثابة إلهام مستمر نقشت في ذاكرته صوراً بديعة، مهدت الطريق أمامه ليلتقط ويوثق سحر الطبيعة ليقدمها للمشاهد بلمسة إبداعية مبهرة.

سحر مليحة
عبد الرحمن الكتبي، مقدم برامج في قناة الوسطى من الذيد، طوّر من مهاراته وخطط لمستقبل أكثر إشراقاً وتميزاً، أدرك أن النجاح لا يأتي إلا بالمثابرة والتخطيط السليم لتحقيق طموحات أكبر، استطاع أن يستثمر موهبته ومهارته في التصوير ونظرته العميقة للتفاصيل من حوله، وتدوينها بلغة بصرية دقيقة. وكانت الطبيعة المحلية انطلاقة لتجاربه الأولى في التصوير وتوثيق ملامح البيئة المحلية بكل تفاصيلها. 
وتُعد منطقة مليحة التابعة لإمارة الشارقة المكان المفضل للتصوير لدى الكتبي، فهي ليست مجرد وجهة طبيعية خلابة، بل تمثل ميدانه الأول الذي شهد بداياته في تعلم فن التصوير، فبين كثبانها وصخورها، خاض أولى تجاربه، واكتسب خبرته عبر محاولات متكررة ومغامرات تصويرية لا تُنسى.

رحلة أوروبا
عام 2014، حين سافر إلى أوروبا، انفتح أمامه عالم آخر من جمال الطبيعة والرغبة في توثيقها بالصور، ومن خلال كاميرا عادية، كان شغفه بالتصوير يكفي لالتقاط كل ما لفت انتباهه من مشاهد خلابة. وفي عام 2016، وجد ابن دلموك نفسه أمام قرار مفصلي، فاقتنى أول كاميرا احترافية، قاصداً أن يظهر جمال الطبيعة كما رآه بعينيه، مؤمناً بأن التصوير ليس مجرد توثيق، بل هو فن يروي جمال الطبيعة في كل فصل من فصولها، ويحيي في النفوس ذلك الشغف الدائم بالطبيعة. 

عين المصور
ويقول الكتبي: «برأيي، كل الأماكن تحمل في طياتها جمالاً يستحق التصوير، لكن الفرق يكمن في عين المصور نفسه، حيث تتباين زوايا الرؤية من مصور لآخر، فهناك من يفقد الكثير من التفاصيل والزوايا التي تحمل سحراً خاصاً. ومن جانبي أفضّل اكتشاف المكان سيراً على الأقدام، وفي أوقات مختلفة، سواء عند الشروق أو عند الغروب أو لحظة تساقط الأمطار، وأحياناً أتجول بشكل عفوي في أماكن غير مخطط لها، باحثاً عن نقاط الجمال التي قد تخفيها الطبيعة، متسلحاً بالصبر والتأني».

معدات احترافية
حلال رحلات التصوير، يحمل الكتبي كاميرته الاحترافية والدرون والحامل الثلاثي للكاميرا، إلى جانب عدسة واسعة الزاوية، للتصوير البانورامي والليلي بدقة. ويحتل الدرون مكانة خاصة في رحلته، فقد بدأ استخدامه عام 2012، ومع دخوله عالم التصوير الاحترافي عام 2016، تحول شغفه إلى التصوير الجوي، حيث أصبح الدرون أداة أساسية لرصد جمال الطبيعة من زوايا لا يمكن الوصول إليها بسهولة.

فرصة ذهبية
يرى عبد الرحمن الكتبي أن الظروف الجوية وتقلبات الطقس تشكل فرصة ذهبية لكل مصور لتوثيق ظواهر فريدة مثل البرق، قوس المطر، وجريان الأودية. وهذه المشاهد التي تتناغم فيها الألوان مع الغيوم، تضفي على اللقطات حيوية وسحراً لا يتكرر، مؤكداً أنه يمكن للجميع تصوير الطبيعة، لكن هناك مصورين قلة يستطيعون تحويل تلك اللقطات إلى أعمال فنية تحمل إبداعاً وإحساساً عميقاً، وهذا الأمر يحتاج إلى خبرة طويلة وقدرة على تجاوز حدود الواقع والتحليق في فضاءات الخيال.

سر الإبداع
صقل عبد الرحمن الكتبي موهبته عبر رحلة طويلة من التعلم والممارسة، وعبر منصات التواصل الاجتماعي نجح في تكوين صداقات مع مصورين محترفين تبادل معهم الأفكار والخبرات، وانخرط في ورش عمل متخصصة، متيقناً بأن سر الإبداع يكمن في التجارب، وحصد ثمار جهده الدؤوب في احتراف التصوير وتقنياته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض