لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن أجواء عالمية، تتواصل فعاليات «مهرجان الشيخ زايد» الذي يتألق في منطقة الوثبة مستقطباً جماهير عديدة للاستمتاع بأنشطته المتنوعة وخوض تجارب تفاعلية ممتعة والتعرف على ما تركه الأجداد من موروث حضاري، عبر العديد من الأجنحة والاستعراضات الفنية والمسابقات. ويشكل الحدث العالمي إطلالة على حضارات العالم ومناسبة تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ودعوة للاحتفاء بالعادات والتقاليد والممارسات الحية والحرف التراثية الإماراتية، وما ترمز إليه من قيَم ومُثل عليا، واستكشاف إرث الأجداد الذي يستند عليه في التطلعات نحو المستقبل.
حرف يدوية
يُظهر المهرجان مكونات أساسية من الموروث الثقافي والشعبي الإماراتي كالحرف اليدوية والتجار، ضمن إطار «السوق الشعبي» الذي يعكس بما يضم من منتجات، بعضاً من مكونات الحياة الإماراتية القديمة، حيث تعرض دكاكين السوق المنتجات التقليدية التي صُنعت يدوياً لتحاكي الماضي العريق، والتي روعي فيها التنوع لتعرّف الزوار على أبرز وأهم الحرف التقليدية القديمة التي كانت تعمل بها الجدات والأمهات اللاتي أبدعن في صناعة منتجات يدوية بشكل متقن، وأورثتها للأجيال.
تجربة أصيلة
تستقبل رائحة البخور والعطور زوار السوق الذي يقع في قلب «مهرجان الشيخ زايد» ويتوفر على 50 محلاً، حيث يجد الزائر نفسه أمام تجربة تسوّق أصيلة، حيث الحلويات والبهارات المصنوعة يدوياً، والمطرزات والعسل والبهارات والألعاب ومواد التجميل والعطور، وأدوات كانت تُستعمل في السابق كالراديو القديم والأكسسوارات والمنسوجات وكل ما يوحي إلى زمن الأجداد.
أسلوب حياة
تدعم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية «الأسر المواطنة»، حيث خصِّص محل لكل أسرة كي تعرض أهم منتجاتها التي تجسد التراث الإماراتي، منها المشغولات اليدوية ودلال القهوة والأواني والدخون والعطور والملابس التراثية والبهارات والأكسسوارات والشيلة والعباءة والمنتجات الطبيعية والتمور وأطقم الضيافة المتنوعة والمفارش والحلوى. وتتزين الدكاكين بمجموعة كبيرة من المنتجات اليدوية التي تعزز عناصر التراث والماضي الإماراتي، مثل البرقع الإماراتي، والمداخن التي تفوح منها روائح جميلة، والحقائب الممزوجة بالخرز والخيوط المزركشة، ودلال القهوة والشاي التي صُنعت ونُقشت يدوياً بشكل يعكس الطابع التراثي والذهب والثوب الإماراتي والكندورة والعباءة، وسواها الكثير.
نهكات
تشارك الشيف لمياء آل علي بمجموعة من البهارات التراثية المحلية، وابتكرت مجموعة من الخلطات الصحية لاستقطاب الأطفال نحو الطعام الصحي، ومنه السمن وأنواع مختلفة من البهارات والقهوة والخلطات العلاجية، مشيرة إلى أنها وزوجها يعملان على الترويج للبهارات الإماراتية بهدف نقلها للعالمية.
عادات والتقاليد
عائشة الكعبي مشاركة بالذهب والثوب الإماراتي وأنواع مختلفة من الزي الإماراتي، وقالت إنها تحرص سنوياً على المشاركة ضمن السوق لتُظهر جانباً من مظاهر الحياة قديماً، إلى جانب العادات والتقاليد المتأصلة في المجتمع. ومن هذه المظاهر الجميلة التي ارتبطت بطقوس الزواج والأعراس «زهبة العروس» ليشكل المهرجان إطلالة على الماضي والعادات العريقة.
سفيرة التراث
لا تقتصر مشاركة خديجة الطنيجي على عرض المنتجات التجميلية وتشكيلة واسعة من العطور والبخور التي تعدها بنفسها، وإنما تعمل على شرح وتوضيح ما تقوم به للزوار، ساردة ما كانت الأمهات والجدات يعددنه من أدوات زينة وكل ما يحتاجه العرس من مأكولات شعبية وملابس وزينة. وأكدت أن قيمة التكافل والتراحم والبساطة كانت تغلب على المناسبات السعيدة، لتسرد بذلك تاريخ حضارة وأسلوب حياة. وتعرض الطنيجي مجموعة من الأزياء والمجوهرات والدخون والعطور التي تصنعها بيديها، وتكون سعيدة بمشاركتها مع زوار المهرجان لتؤكد أنها سفيرة التراث بامتياز.