الأحد 5 يناير 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

يوسف إبراهيم.. شغف العدسة

يوسف إبراهيم أثناء رحلة تصوير لطيور البيئة المحلية (من المصدر)
3 يناير 2025 01:00

خولة علي (أبوظبي) 
في ظل التوسع العمراني وتضاؤل المساحات الطبيعية، أصبح الحفاظ على البيئة وتوثيق تنوعها البيئي أمراً بالغ الأهمية، وهذا ما سعت إليه عدسة المصور الفوتوغرافي يوسف إبراهيم، لاكتشاف تفاصيل الحياة الفطرية في الإمارات، والتي تتنوع بين البيئة البحرية والبرية والصحراوية، حيث تتناغم الطيور والنباتات والحيوانات في تنسيق فني بديع، دفع يوسف إلى عدم اقتصار رؤيته على التقاط الصور فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى توثيق سلوكيات الكائنات الحية، والتحديات البيئية التي تواجهها، والمساهمة الفعالة في نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع. 

جمال فريد
تجربة عدسة يوسف إبراهيم الفريدة مزجت بين الفن والعلم، وجعلت من التصوير الفوتوغرافي أداة قوية لحماية الحياة الفطرية وتوثيق هذه الثروة الطبيعة وحفظها للأجيال القادمة، وعن ذلك يقول: «بيئتنا المحلية تزخر بتنوع وجمال فريد، تمتد من مدينة السلع غرباً إلى إمارة الفجيرة شرقاً، وهي موطن للعديد من الطيور والحيوانات والنباتات المتنوعة في أشكالها وألوانها، ما يجعلها محط اهتمام كل عاشق للطبيعة».
ويوضح يوسف إبراهيم أن الإمارات تضم عدداً كبيراً من الطيور المحلية، وأبرزها طائر «النحام» الكبير، الذي يمكن مشاهدته بأعداد كبيرة في الأراضي الرطبة والبحيرات، لكنه يشير إلى أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في تنوع الطيور، ويرجع ذلك إلى زيادة الأمطار وتحسن الغطاء النباتي، قائلاً: «لاحظت هذه الزيادة بنفسي خلال العامين الماضيين، نتيجة تحسّن الظروف المناخية والذي كان له دور كبير في جذب المزيد من أنواع الطيور إلى بيئتنا المحلية».

سلوكيات بيئية
ويستخدم يوسف إبراهيم عدسته كأداة لفهم سلوكيات الطيور، قائلاً: «عبر المراقبة اليومية والمستمرة، تمكنت من توثيق كيفية تكيّف الطيور مع بيئاتها واختيارها لمواقع التعشيش المناسبة بناءً على ما تعلمته من ذويها، ومع ذلك، قليل من الطيور يمكن أن يتكيف مع بيئات جديدة إذا فقد موطنه الأصلي». 
وعلى الرغم من تنوع البيئة، إلا أن الطيور المحلية تواجه تهديدات بيئية متعددة، حيث يقول يوسف: التغير المناخي، فقدان الموائل الطبيعية، والتلوث البلاستيكي، عوامل تعتبر من أكبر التحديات، فعلى سبيل المثال، إزالة الأراضي الرطبة وتدمير الغطاء النباتي من الأمور التي تؤثر سلباً على مواقع تعشيش الطيور، بينما يتسبب التلوث البلاستيكي في مشاكل صحية خطيرة لها، وللأسف، وجدت العديد من الطيور النافقة وبداخلها بقايا بلاستيك».

مواسم التصوير 
عن أفضل أوقات ومواسم التصوير، يشير يوسف إبراهيم إلى أن الطيور المحلية يمكن تصويرها على مدار العام، بينما تكون الطيور المهاجرة أكثر ظهوراً خلال موسم الهجرة بين أكتوبر ومارس، لكنه يعترف أن بعض الطيور تمثل تحدياً خاصاً للمصورين، مثل طائر الرفراف، الذي يتميز بسرعته وصعوبة الوصول إلى مواقع تعشيشه، قائلاً: «رغم ذلك، نجحت في تصوير الرفراف الشائع وأطمح لتوثيق أنواع أخرى، مثل الرفراف المطوق المتواجد في محمية القرم بكلباء». 

أبحاث علمية
ويؤمن يوسف إبراهيم بأن التصوير يمكن أن يلعب دوراً محورياً في دعم الأبحاث العلمية، من خلال تصوير سلوكيات الطيور في بيئاتها الطبيعية مما يوفر بيانات دقيقة للباحثين، مثل أوقات التزاوج والهجرة وأنماط التغذية، وهذه البيانات تسهم في فهم أعمق للحياة الفطرية، معرباً عن استعداده للتعاون مع المنظمات البيئية المحلية قائلاً: «أقضي وقتاً طويلاً في مراقبة سلوك الطيور، مما يمكنني من التقاط صور قريبة ومميزة قد يصعب على الآخرين الحصول عليها، وهذه الصور يمكن أن تسهم في دعم المشاريع البيئية ومتطلباتها».

قوة الصورة
قال المصور الفوتوغرافي يوسف إبراهيم: «الصورة تمتلك قوة كبيرة في إيصال الرسائل وزيادة الوعي، فمن خلال تصويري، أسعى لإبراز جمال الطيور وسحر الطبيعة، وتشجيع المجتمع على حماية وصون الحياة الفطرية».
ويسعى يوسف لأن يصبح المصور الأول في مجاله، ويطمح لتطوير مهاراته، والمساهمة في حماية البيئة من خلال التعاون مع المنظمات البيئية، وإقامة معارض تسهم في توعية المجتمع بأهمية الحياة الفطرية.
يرى يوسف إبراهيم أن التوسع العمراني يؤثر على الحياة الفطرية نتيجة إزالة الغطاء النباتي، مؤكداً على ضرورة التوسع في إنشاء المحميات الطبيعية مما يسهم في جذب الطيور المهاجرة وتوفير بيئات آمنة لها، كما يدعو المجتمع إلى المساهمة في حماية الطيور المحلية عبر الحفاظ على البيئة الطبيعية، من خلال التقليل من استخدام البلاستيك، والإكثار من زراعة الأشجار المحلية، كما يشيد بدور الإمارات في إنشاء المحميات الطبيعية التي ساعدت في جذب الطيور المهاجرة والأنواع النادرة منها وتوفير ملاذ لها. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©