لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، يستحضر الكبار والصغار، خلال المناسبات الوطنية، كل معاني الحب للوطن.
تتزين البيوت والساحات بالطيب وبألوان العَلَم، وتتجسَّد الفرحة بارتداء الأزياء التراثية وممارسة الحرف التقليدية، ضمن العادات والتقاليد الأصيلة من قيَم مارسها الأسلاف، ويسير على نهجها الأبناء والأحفاد.
ويتألق التراث في المعارض والمهرجانات، وتظهر فرحة الأمهات والآباء جلية وهم يزاولون الحرف التراثية ويرددون الأهازيج والأغاني الوطنية، ويقدمون القهوة العربية والأكلات الشعبية للضيوف، ويعكسون فن عيش الأولين وعاداتهم وتقاليدهم، تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم التي يعملون على غرسها ونقلها للأجيال وللعالم أجمع، تقديراً لما قدمه الأجداد في سبيل الوطن وهذه الأرض الطيبة.
مشاهد حيّة
تنقل خبيرة التراث والراوية سعيدة الواحدي للأجيال شغفها بالتراث ورسالتها الرامية إلى غرس الموروث وقيَم العادات والتقاليد في نفوس الأجيال عبر الورش التعليمية والمشاركة في المعارض والمهرجانات.
وتقول: التراث يتألق في المناسبات الوطنية لأنه كفاح الأجداد والآباء وفخر الأجيال. نعتز به وهو رمز الهوية الوطنية والمعرفة، والاحتفاء به يعزز الارتباط بالأرض، وهو صلة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، ورمز تماسك المجتمع، ورسالة حب يجب أن تصل للأجيال للحفاظ عليها، عن طريق الاحتفالات والورش وممارسة الصناعات والمشاركات في المهرجانات والمعارض. ونحن ندعم هذه الممارسات بالقصص والصور والمشاهد الحيّة، مما يعزز حب الوطن، بحيث نغرس الشغف بالتراث والعمل على صونه ونقله للأجيال، وعندما نقدم الورش ونمارس الحرف التراثية بأنواعها، فإننا نسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتماسك وتلاحم المجتمع، بحيث نسعى لتقديم الأجمل لوطننا.
تعزيز الهوية
استحضار التراث، خلال المناسبات الوطنية، يؤدي دوراً كبيراً في تعزيز الهوية الوطنية لأبناء الإمارات، لما تشمله من عادات وتقاليد وطقوس، عبر الحرف والصناعات، من عطور وبخور وحرف وجلسات وأطعمة شعبية، حيث تتحول الساحات والبيوت إلى كرنفال احتفالي يتزين بألوان تراثية فريدة وفعاليات وأنشطة تزداد بهاءً وجمالاً، خلال احتفالات الدولة.
وتقول خديجة الطنيجي، خبيرة تراث، وتحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات التراثية، واستعراض الحرف والصناعات داخل الدولة وخارجها، وعلى رأسها صناعة العطور والبخور بمختلف الأشكال، إنها سعيدة بنقل ثقافة الإمارات إلى مختلف الأجيال، عبر الممارسة الحية للحرف والحديث عن تفاصيل الحياة قديماً، وكيف صنعت المرأة زينتها بفعل ذكائها، وذلك لترسم عند هذا الجيل القدوة الحسنة، وكيف أن العمل الجاد والتلاحم والتماسك والفخر بكفاح الأجداد يستشرف المستقبل، وأن الاعتزاز بالتراث والافتخار به أمام العالم عزة وفخر.
وشددت على أهمية الدور الذي يقوم به الحرفيون من الرجال والنساء من خبراء التراث في ترسيخ قيمة التراث الإماراتي الغني في نفوس الأجيال.
إرث الأوّلين
الوالد سيف راشد أحمد الدهماني، سفير القهوة الإماراتية، والمتخصص في تعليم كيفية تقديم القهوة العربية في المناسبات الوطنية والاجتماعية منذ أكثر من 20 عاماً، موضحاً أن الجميع ينخرطون في الاحتفال بهذه المناسبة الغالية، تقديراً لما قام به الأجداد.
وهي لحظات حافلة بالإنجازات والنجاحات، تسمو بنا في مجالات أرحب وأوسع لهذا الوطن الذي نفخر به ونحلق في سماء الإبداع، حباً وعطاءً وجمالاً.
ويضيف: «نحتفل بثقافتنا الأصيلة ونتمسك بتراثنا العريق ونعتز بكل مكوناته، ونسعى إلى إبرازه دوماً في أبهى صورة، لاسيما في المناسبات العزيزة على قلوبنا، حيث يشهد تفاعلاً استثنائياً».
وأتشرف بالمشاركة في كل ما يتعلق بجلسات القهوة العربية في معظم الأنشطة والفعاليات التراثية التي تتناول تاريخ الآباء والأجداد، إيماناً بدور أبناء الإمارات في الحفاظ على إرث الأوّلين، وإيصال رسائله إلى الأجيال.
عرس وطني
ويقول: «في «عيد الاتحاد» نبدع في الشعر وفي القصائد تمجيداً لدولتنا الحبيبة، ننتظر المشاركة بفارغ الصبر، نجهز الملابس ونُعدّ القصيد، ويتحول الوطن إلى عرس مفتوح، تتزين البيوت والساحات بمختلف الفنون الشعبية في أكبر حدث، حيث يحتفل الشعراء والموسيقيون ويعبرون عن مشاعرهم الفياضة».
ويضيف: «هذا العرس الإماراتي أكبر مساحة للتعبير عن حب الوطن والتزامنا والتحامنا في خدمته وخدمة أرضنا الطيبة والفنون الشعبية جاءت لتعبر عن فرحة الشعب ومن هذا المنطلق نعمل على استدامة الفنون في المعارض والمهرجانات وفي المدارس والجامعات. وعبرها نعلِّم الأطفال ونغرس في وجدانهم حب الوطن ونزيد وعيهم الثقافي والتراثي، وتساعدنا هذه المناسبة الغالية على نظم كلمات جديدة تضاف سنوياً إلى سجلاتنا الشعرية».
مكانة راسخة
يتألق التراث ويُزهر في المناسبات الوطنية بالأهازيج والفنون الشعبية والأغاني الوطنية بكلماتها المستوحاة من معاني الولاء والانتماء للوطن، والتي تحث على الاعتزاز بالتراث.
ويقول مبارك العتيبة رئيس فرقة جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح: نشعر بالفخر والانتماء ونجدد ولاءنا لدولتنا، عبر الحرص على المشاركة في مختلف المناسبات الاجتماعية والمعارض والمهرجانات داخل الدولة وخارجها ولاسيما في عيد الاتحاد، حيث يكون شعورنا مختلفاً، ونتغنى بالوطن ونسعد بتفاعل الجمهور معنا. ويسعدنا تعزيز الموروث لدى الأبناء لنعرفهم بتاريخنا، حيث تبقى لعيد الاتحاد مكانة خاصة، تذكرنا جميعاً بالإنجازات، وأهم مكتسبات الوطن.