تامر عبد الحميد (أبوظبي)
الأهازيج الشعبية وفنون الأداء التقليدية الإماراتية تتميز بحضور فاعل ضمن فعاليات «مهرجان الشيخ زايد» الفنية والتراثية، وتقدم الفرق الإماراتية عروضاً مستمرة طوال فترة المهرجان، وفي ساحاته وأجنحته المختلفة، لإبراز لمحة من الموروث الشعبي المحلي، خصوصاً الفنون الحربية التي تمارَس في مختلف المناسبات الاجتماعية والوطنية.
تتخذ الفرق الإماراتية من القرية التراثية مسرحاً لإظهار الإبداعات المحلية في الفنون الحربية وتقدم استعراضات فولكلورية وتراثية إماراتية تمزج بين الرزفة الحربية والشلات، وسط حضور كبير وتفاعل لافت.
نقطة جذب
أكد حمدان بن ناصر، مسؤول الفنون الحربية بالفرقة الإماراتية، أن الفرقة تقدم مجموعة مختلفة من الأعمال الفنية التراثية الأصيلة، التي تتنوع بين الرزيف والقصيد، وتستعرض جمال الموروث الفني المحلي وسماته المتفردة، ما يسهم في رسم صورة مبهرة عن الفنون الإماراتية، ويجعل من القرية التراثية نقطة جذب لزوار المهرجان.
تناغم وانسجام
لفت ابن ناصر إلى أن الفرقة تضم 300 عضو، ويتناوب كل 30 فرداً تقديم العروض الفنية في «مهرجان الشيخ زايد»، على وقع الشلات والقصيد والرزيف، حيث يقف أعضاء الفرقة صفَّين متقابلَين، وكل صف منهما يترأسه شاعر، ويبدؤون في تناقل الشعر فيما بينهم بشكل ارتجالي، ويردد باقي الأعضاء الشلات والقصيد في تناغم وانسجام. وأوضح أن أبرز ما يميز الفرقة أنها تقدم مختلف الفنون الحربية التي تختلف عن باقي فنون الأداء التقليدية الأخرى، خصوصاً في الرزيف والقصيد والأهازيج الحماسية.
دعم الفرق
أشاد ابن ناصر بدعم «مهرجان الشيخ زايد» للفرق الشعبية والتراثية بشكل سنوي مستمر. وقال: يشهد المهرجان سنوياً تطوراً كبيراً من حيث المناطق التراثية، وتحديث الأنشطة التفاعلية والترفيهية العائلية، والحضور القوي للفرق الفلكلورية الشعبية من أنحاء العالم، لتقديم العروض الأدائية والفنية، ضمن أجواء تغلب عليها البهجة.
إحياء الفنون
أوضح عوض عبدالله سعيد الكعبي، أحد شعراء الفرقة الإماراتية (الفنون الحربية)، أن المهرجان يلعب دوراً كبيراً من خلال فعالياته الثقافية والتراثية في الحفاظ على الموروث، وصون الفنون القديمة، وإعادة إحيائها من خلال مشاركة الفرق الشعبية التي تستعرض الفنون التراثية الأصيلة. وقال: نفخر بالمشاركة المميزة في المهرجان التراثي والثقافي الأبرز والأضخم في المنطقة، ونحرص من خلال عروضنا اليومية على تعريف الآخر بالموروث المحلي، من خلال استعراضات فنون الحربية، ونظم الشعر والقصيد بسرعة وتلقائية بين الشلات والرزيف.
شلة
أشار الكعبي إلى أن الفرقة تتألف من صفَّين متقابلَين متوازيَين، يمسك أعضاؤها بعصي من الخيزران، ثم تبدأ بعد ذلك الشلة. ويقوم أحد شعراء الرزفة البدوية بتلقين أحد الصفَّين نص شلة الغناء شعراً، فيتلقفها ذلك الصف، ويقوم بترديد الشلة شعراً ونغماً. أما الصف الآخر فيردد ما يغنيه الصف الأول، بحيث يصبح غناء الشلة متبادلاً، ويستمر تبادل الغناء بين المشاركين وهم يحركون رؤوسهم أعلى وإلى أسفل في إيماءات متتالية.
أهازيج حماسية
يتفرد «الرزيف» كفن حربي شعبي بسمات تميزه عن سائر الفنون التراثية في الإمارات، وهو أداء جماعي على وقع الأهازيج الحماسية، يجمع بين الشعر الأصيل والاستعراض برفقة عصي الخيزران.