دبي (الاتحاد)
أعلنت الأمانة العامة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، عن أول الفائزين بالجوائز الخاصة للدورة الـ 13 للجائزة، والتي كانت بعنوان «الاستدامة»، حيث فاز المصور الفلكي السوري سامي العُلبي بفئة «مصوِّر العام من هيبا» وهي فئة مُستحدَثة من الجوائز الخاصة، تأتي بجانب فئتي «جائزة صنّاع المحتوى» و«الجائزة التقديرية». وسيُعلن عن الفائزين بهما خلال الأيام المقبلة، كما سكرَّم الفائزون بمحاور وفئات الجوائز خلال الحفل الختامي لهذه الدورة، والذي يستضيفه «متحف المستقبل» بدبي في 12 نوفمبر.
جائزة «مصوِّر العام من هيبا»، هي فئة جديدة من الجوائز الخاصة في هيبا استُحدثت لتكريم المصور الظاهرة، صاحب الإنجازات الإبداعية النوعية التي تجمَّعت في 12 شهراً متتالياً، وهي مخصّصة لأصحاب المشاريع الفوتوغرافية المتفوّقة خلال عام.
وأكد معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في تصريحٍ له، عن سعادته بوجود طاقات عربية مبدعة على مستويات مرموقة معترف بها دولياً في هذا المجال، واعتبر أن التصوير الفلكي يستفز الإبداعات الفوتوغرافية ذات النَفَس الطويل والرؤى بعيدة المدى، فبالرغم من صعوباته المتعدّدة، إلا أنه يزخر بجَمَاليات فريدة وإضافات معرفية وعلمية قيّمة ومُلهِمة. وختم بضرورة تسليط المزيد من الأضواء على هذا الخط الفني الراقي وتحفيز العدسات المبدعة لاكتشافه.
وفي تصريح له قال سعادة الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث: سعداء بالاحتفاء بفائزينا بالجوائز الخاصة لهذه الدورة، والذين نجحوا في تقديم إسهامات فوتوغرافية مؤثّرة ومعاصرة تلامس القضايا ذات الاهتمام الدولي المشترك.
وأضاف بن ثالث: جائزة «مصوِّر العام من هيبا»، فئة جديدة ومرموقة ولها أهمية خاصة لتأثيرها المباشر من خلال تكريم وتقدير المصورين ذوي المشاريع الفوتوغرافية المميزة والتي تمنح قيمة مركّزة وثمينة للمجتمعات، هذه المشروعات تعتبر نموذجاً تدريبياً مضيئاً ومُلهِماً للمواهب الواعدة والأجيال. إن تكريم المبدعين من صميم رسالة الجائزة المستلهَمة من فكر سمو ولي عهد دبي راعي الجائزة، حفظه الله، في دعم الفنون وتشجيع الإبداع الثقافي والمعرفي، ودفع عجلة العمل والاكتساب والإنجاز.
وقال المصور الفائز، سامي العُلبي: الفوز بهذه الفئة هو شرف كبير لمصور شغوف بالتصوير الفلكي والمناظر الطبيعية. هذا التقدير يبدو بمثابة مكافأة عن تلك الليالي الطويلة التي أمضيتها تحت النجوم، بحثاً عن اللحظات السحرية حيث يلتقي اتساع الفضاء بسكون الأرض. التصوير الفلكي مليء بالتحديات والرهبة والعجب، ويتطلب الكثير من الصبر والاتصال العميق بالطبيعة وسماء الليل.
إن تكريمي على هذه المنصة المرموقة هو أكثر من مجرد إنجاز شخصي، إنه حلم أصبح حقيقة بكل المعاني، وهو اعتراف بسنوات التفاني التي بذلتها في صقل حرفتي، وتسليط للضوء على أهمية تقدير الجمال الطبيعي للأرض والسماء. إن هذا التكريم ملهم للغاية، وهو ما يدفعني للاستمرار في استكشاف ومشاركة جمال عالمنا وما وراءه.
إن التزام جائزة حمدان بن محمد للتصوير بتقدير المصورين هو برهان ساطع على احترافية دبي في صناعة الفنون والثقافة الجادة. إن هيبا تعزّز دوماً التأثير الذي يمكن أن يُحدثه التصوير الفوتوغرافي في إلهام الأشخاص وربطهم بلغة يمكن للجميع في العالم فهمها من دون أي قيود. آمل أن يحفِّز هذا التكريم الآخرين على النظر إلى الأعلى وتقدير النجوم والاعتزاز بالمناظر الطبيعية المحيطة بنا.
ويُعتبر سامي العُلبي من أبرز مصوري الفلك والنجوم والطبيعة في الشرق الأوسط، وقد اشتهر بمشاريعه لتصوير النجوم من الزوايا المظلمة في شبه الجزيرة العربية، حيث نُشرت أعماله في أكثر من 80 صحيفة وموقعاً ومجلة محلية وعالمية مثل ناشيونال جيوغرافيك والتليغراف وبي بي سي وبيتا بيكسل.
يمزج سامي بين التجريد والمنمنمات والتصوير الفلكي باستخدام عملية معقّدة تقنياً وطويلة من التراص البؤري وتكديس التعريض، بالإضافة إلى تكديس النجوم، مما ينتج عنه بعض الصور المذهلة. من مشاريعه الأخيرة Nowhere Land ومشروع «السماوات والأرض - رحلة عبر الزمان والمكان»، وقد نالا استحساناً عالمياً بين الكيانات الدولية، وانتشرا على نطاق دولي واسع، بالإضافة إلى صوره المفاهيمية، أنتج العُلبي بعض الصور البانورامية للسماء الليلية والأجرام السماوية العميقة مع تنوّع التركيبات.
فاز العُلبي بالعديد من الجوائز المحلية والدولية، وكان أبرزها المركز الأول في مسابقة التصوير البيئي في الإمارات عام 2014، والمركز الثاني في جائزة الفجيرة الدولية للتصوير الفوتوغرافي عام 2016، والمركز الرابع في مسابقة التصوير التراثي الإماراتي عام 2015. وكرِّم من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، خلال مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة عام 2015 بمعرض «ضوء وظلال». وعُرضت أعماله في أكثر من 16 معرضاً محلياً ودولياً، كما قام بتحكيم العديد من مسابقات التصوير.
نشر العُلبي شغفه في علم الفلك والتصوير الفلكي، وأقام أكثر من 60 محاضرة وورشة عمل بالتعاون مع مدرسة نيكون، واتحاد المصورين العرب، وجمعية الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، ومهرجان إكسبوجر، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، ويشهد له طلابه بأنه كريم معطاء معرفياً ومهارياً ولم يعتذر عن مساعدة أي مصور ناشئ أو مهتم بتصوير الفلك.
منذ 4 أعوام بدأ العُلبي في مشروع طويل ومتكامل لتصوير كامل السماء من أرض الجزيرة العربية، وسيكتمل المشروع بعد 4 أعوام أخرى حسب الخطة الموضوعة، ليكون إرثاً فنياً ثقافياً تاريخياً تفخر به الأجيال، وسبقاً فوتوغرافياً مضيئاً في مسيرة التصوير، وإنجازاً فلكياً مُهيباً ذا قيمة كبرى للعلوم والمعارف والأبحاث، مُلهِماً لمستكشفي المستقبل وصنّاعه.