لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من منطلق إيمانها بأن الفن لغة ورسالة، يمكن تسخيره في معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية، أطلقت منيرة الصايغ القيِّمة الفنية، منصة «دروازة»، لتطويع الفن لخدمة المجتمع في عام 2019، بعدما عملت مع المؤسسات الفنية في الدولة كالمتاحف، ثم قِّيمة فنية مستقلة.
ومع الوقت أدركت أنه لا يمكنها العمل بشكل منفرد، فشكّلت فريق عمل متخصص قادر على رواية القصص الخاصة بعالم الفن في الإمارات، وبدأت إنتاج الحكايات وصياغتها، لتصل إلى المتلقي من منظورها الخاص عبر منصتها.
تناولت منيرة الصايغ، عبر «دروازة»، العديد من المواضيع الاجتماعية وتعاونت مع الكثير من الجهات، منها الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد في الإمارات.
وعن ذلك تقول: سبق أن تعاونت «دروازة» مع هذه الجمعية خلال معرض «فن أبوظبي»، وكانت ردود الأفعال إيجابية للغاية، ورأينا أن المساحة التي تكونت حول العمل الفني كانت ثرية بالقصص الحقيقية للمتعايشين مع التصلب المتعدد، الأمر الذي شجعني على تكرار التجربة، ومنذ ذلك الحين، كنا نفكر في تطويرعلاقتنا حتى جاءت فكرة طرح برنامج تدريبي تحت مسمى «مسارات قيّم» كمدخل إلى تنظيم المعارض.
وأضافت الصايغ أن «مسارات قيّم» برنامج تدريبي يعتمد على رواية القصص، ويتضمن تعريف المشاركين بتاريخ الفن عموماً وفي منطقتنا خصوصاً، مع كشف إبداعات مدارس الفن وأهم التوجهات الحديثة فيها ومكانة كل قطعة فنية في مسيرة الفن أو في تاريخ المدرسة التي تنتمي إليها، مع التأكيد على وجود عدد كبير من الآراء والتوجهات الفنية، وخلال مدة البرنامج تنظّم الزيارات الميدانية.
مسارات
وعن ما يتضمنه برنامج «مسارات قيّم»، أشارت الصايغ إلى أنه يعمل على تعريف المشاركين بالمشهد الفني والإبداعي في الإمارات، والتواصل مع مجتمع المبدعين في الدولة، وإلهام متعايشين آخرين مع التصلب المتعدد أو أصحاب الحالات المشابهة، حيث هناك تجارب ثرية مثل زيارات الاستوديوهات، وعمل جولات في المعارض في أبوظبي ودبي والشارقة، بالإضافة إلى جلسات توجيه فردية لتطوير مهارات المشاركين، وفتح باب التقديم في البرنامج على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالجمعية، ليتمكن المشاركون من استخدام التعليم الفني لبناء روابط مجتمعية لهم.
كما يتيح البرنامج للمتعايشين مع التصلب المتعدد فهم العملية الإبداعية والإجراءات المتبعة لتنظيم المعارض الفنية، وتطوير أفكارهم المبتكرة، والتعبير عن أنفسهم، وعما يشعرون به حتى يتمكنوا لاحقاً من تنظيم معارضهم الخاصة.
تعزيز الوعي
وتابعت الصايغ: سيتم اختيار 4 مشاركين من مختلف أنحاء الإمارات للانضمام للبرنامج الذي يمتد لمدة شهرين، للتدريب من قبل فريق «دروازة»، وإجادة البحث وأسلوب عمل القيّم الفني، بدءاً من الفكرة وصولاً إلى السرد والتخطيط للمعارض.
وفي الوقت نفسه يسعى لتعزيز الوعي حول التصلب المتعدد، وبعد إغلاق باب التقديم للبرنامج 30 سبتمبر الجاري من خلال موقع الجمعية، تراجَع الطلبات المقدمة، على أن تعلن الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد عن الأسماء المختارة في 21 أكتوبر المقبل.
الفكرة هي الأساس
عن طبيعة المعارض التي يتمكن المتعايشون مع التصلب المتعدد من تنفيذها بعد انتهاء البرنامج، أشارت الصايغ إلى أن البرنامج يعتبر نقطة بداية تعريفية، ليتمكن المشاركون من فهم أساسيات ومتطلبات تنظيم المعارض الفنية المختلفة بشكل عام، مع تعريفهم بتاريخ الفن في الإمارات والخليج عموماً، والعمل على تطوير الذائقة الفنية، وأهمية التدريب على فهم الأعمال الفنية والحديث عنها، والتشديد على أهمية البدء بفكرة رئيسة، وكيفية تطويرها وتحويلها إلى عمل ملموس أو مقروء، إذ يمكن أن يكون المعرض الفني الذي يعبر عن هذه القصة مرتبط بفكرة الغطاء الذي يخبئ تحته حقيقة غير ظاهرة. وهنا يأخذ القيِّم الفني الفكرة ويبحث عن الأعمال التي تنسجم معها.