خولة علي (دبي)
لا يمكن إغفال أهمية الأنشطة اللاصفية في دعم وتعزيز العملية التعليمية، وخلق محيط مدرسي أكثر تفاعلاً ونشاطاً وتحفيزاً للطالب في اختيار نوع النشاط الذي يجد فيه ذاته ويثبت قدراته، للخروج من إطار التعليم التقليدي الذي تتبعه بعض الأنظمة التعليمية بحجة كثافة المناهج وضيق الوقت، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على جوانب أخرى مهمة، وهي المناشط التي لها دور مؤثر في استكشاف جوانب أخرى من شخصية الطالب ومهاراته، هنا نتعرف على أهمية الأنشطة اللاصفية مع خبراء تربويين مع استعراض مدى تفاعل الطلبة مع الأنشطة المدرسية.
منصة للتعلم
عن أهمية المناشط اللاصفية في المدرسة، تشير موزة محمد النقبي (تربوية) إلى أن الأنشطة اللاصفية هي بمثابة منصة للتعلم خارج الفصول الدراسية، حيث تتيح للطلبة فرصة تطبيق ما تم تعلمه من خلال التفاعل مع زملائهم في الغرفة الصفية أو خارجها، وتعزيز مهاراتهم في التعاون والعمل بروح الفريق، وترسيخ قيم الإبداع لديهم.
وتؤكد النقبي «أحرص دائماً كمعلمة على إشراك الطلبة في مثل هذه الأنشطة داخل وخارج المجتمع المدرسي، وإخضاعهم لتجارب جديدة من خلال الملتقيات وريادة الأعمال»، موضحة أنه من نتائج هذه المناشط مشاركة 20 طالبة في تقديم الورش التعليمية وطرح المسابقات، وتحقيق 5 مراكز فوز للمدرسة على مستوى الدولة كما تم عرض ابتكارين من قبل الطلبة في جناح الاستدامة في «إكسبو 2020»، مشيرة إلى أن الأنشطة اللاصفية تتمتع بأهمية كبيرة في بناء الشخصية من خلال انخراط الطلبة في الفعاليات والأنشطة الثقافية، والرياضية والفنية، حيث تساعد الطلاب على اكتساب مهارات متعددة متمثلة في القيادة، والتواصل، وحل المشكلات.
مهارات جديدة
من جانبها، أوضحت هدى علي الكعبي (تربوية) أن الأنشطة اللاصفية تتيح للطلبة عامة، ومن ذوي الهمم خاصة، فرصة لتعلم مهارات جديدة، سواء كانت رياضية، أو فنية، أو اجتماعية، وهذه التجارب تسهم في تنمية قدراتهم الفردية، وتعزز روح القيادة لديهم،علاوة على ذلك، تسهم البيئة المدرسية الداعمة والشاملة في تعزيز شعور الطلاب من ذوي الهمم بالانتماء والمشاركة الفعالة.
وتلفت الكعبي، قائلة: «من المبادرات اللاصفية التي قدمتها لإثراء مهارات الطلبة وطاقاتهم الإبداعية، «مختبر الابتكار الرقمي» الذي تناول مجالات عدة سواء افتراضية أو واقعية لإبراز مواهبهم في الإعلام والفنون والتصميم والبرمجة، بهدف استشراف المستقبل وإبراز التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، أما مبادرة «جودة إماراتية»، فركزت على مهارات الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنجليزية والمهارات الحياتية».
دافع كبير
وترى شيخة النقبي (ولية أمر) أن الطلاب بحاجة ماسة إلى هذه الأنشطة وتفعيلها بالمدارس، لتكون دافعاً كبيراً للإنجاز، مع أهمية دمج الدراسة بالأنشطة اللاصفية بطريقة تكاملية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تكون حصة التكنولوجيا مرتبطة بنشاط الابتكار، وحصة العلوم مرتبطة بنشاط التجارب التفاعلية، وبهذه الطريقة يمكن التسهيل على الطلاب لفهم الدروس بشكل أكبر.
متعة وفائدة
وتتحدث الطالبة عائشة عبدالله الحميدي عن مدى ما تحقق لها من فائدة عملية ومعرفية ومهارية، قائلة «أتيحت لي الفرصة لقضاء أوقات تجمع بين المتعة والفائدة مع زميلاتي وصديقاتي، فقد تنوعت هذه المناشط بين الرسم والقراءة والأعمال اليدوية وغيرها من الأنشطة التي أضفت أجواء حيوية داخل الحرم الدراسي»، لافته إلى أنه من خلال الدعم المستمر والتشجيع من المعلمات، تمكنت من المشاركة في تحدي القراءة العربي، وحصلت على المركز الثاني على مستوى إمارة الفجيرة في الدورة الثامنة، والمركز الرابع في الدورة السابعة، وتلك المناشط لم تكن مجرد وقت للترفيه، بل كانت مساحة للإبداع والتفاعل والتعلم، مما أتاح فرصاً ثمينة لتعزيز الصداقات والتواصل البناء مع الزميلات والصديقات.
بناء الشخصية
عائشة عيسى الزعابي إحدى الطالبات المتميزات والموهوبات تؤكد أهمية الأنشطة اللاصفية في البيئة المدرسية، ودورها الكبير في بناء شخصيتها واكتشاف مواهبها، حيث إن هذه الأنشطة لم تكن مجرد وقت تقضيه بعيداً عن الفصول الدراسية، بل كانت فرصة حقيقية لاستكشاف جوانب جديدة في شخصيتها، حيث شاركت في برمجة الروبوتات، واستقبال الطالبات ضمن فعاليات «مرحبا مدرستي»، إضافة إلى مشاركتها في ورش الفنون والحرف اليدوية والتي ساعدتها في اكتشاف موهبتها في الرسم، كما مارست الزعابي أنشطة رياضية عدة منها السباحة، مما عزّز من ثقتها بنفسها وطوّر مهاراتها الحركية، ضمن بيئة داعمة ومحفزة لجميع الطلاب، خاصة لأصحاب الهمم، الذين أثبتوا قدرتهم على التحدي.
برمجة وابتكار
قالت الطالبة مريم الزعابي: «من خلال تجاربي بصحبة زملائي وزميلاتي من أصحاب الهمم الموهوبين في البرمجة والابتكار، اكتسبت روح التحدي والتغلب على الصعاب، وطورت موهبتي في البرمجة من خلال المشاركة في نادي البرمجة بالمدرسة، وحصلت على عدة جوائز في ابتكار الشاطئ المستدام، كما شاركت في بحث إجرائي لحل مشكلة الأعاصير وزيادة منسوب المياه على شواطئ الساحل الشرقي للإمارات»، مما زاد من ثقتها بنفسها.