خولة علي (دبي)
تحظى مهارة الغوص باهتمام كبير من مختلف فئات المجتمع، نظراً لدورها وأهميتها في تنمية الكثير من المهارات النفسية والبدنية، ولم يقتصر حب الغوص على الكبار، ولكنه يجذب الأطفال وأصحاب الهمم كذلك للتعرف إلى الأعماق، وما فيها من مشاهد ممتعة. ويبذل كبير الغواصين أحمد محمد جهوداً كبيرة من أجل تحفيز الأطفال، وتخفيف مخاوفهم من هذه الرياضة، وتعريفهم إلى ما يضمه البحر من أسرار.
ويقول الكابتن أحمد: تكمن أهمية الغوص لدى الأطفال بأنهم يتعلمون رياضة جديدة لاستكشاف البيئة البحرية وما فيها من تنوع، وكذلك معرفة مستلزمات ومعدات الغوص، بالإضافة إلى المهارات الخاصة بتلك الرياضة، وفي مراحل متقدمة يتعرفون إلى الإنقاذ البحري وطبيعة عمل مرشد الغوص. ويؤكد أن رياضة الغوص تسهم في تنمية الثقة بالنفس، وتعزيز الشجاعة لدى الطفل، حيث يتعلم كيفية إدارة المواقف، والمخاطر التي من الممكن أن يمر بها أو يواجهها، كما تساعده على تعزيز لياقته البدنية، وإتقان التركيز وضبط النفس والتحكم في التنفس، لتقليل التوتر وزيادة سرعة الاستجابة.
برامج
ويتحدث الكابتن أحمد عن دورات وبرامج متعددة للأطفال، منها برنامج فريق السِّباع وصانع الفقاعات، لعمر 8 سنوات، واكتشاف غوص سكوبا لعمر 10 سنوات فما فوق، وغواص مياه مفتوحة لعمر 10 و11 سنة، وغواص سكوبا ومغامرة، من 10 - 15 سنة، وغواص مياه مفتوحة متقدم يافع وغواص إنقاذ يافع، من 12 - 15 سنة، ومرشد الغوص لعمر 15 سنة، إلى جانب دورات تخصصية مختلفة بحسب الفئة العمرية.
شروط مهمة
ويلفت الكابتن محمد أحمد إلى بعض الشروط المهمة قبل النزول إلى البحر، ومنها إتقان السباحة واللياقة الصحية، وإتمام المحاضرات النظرية والتدريبات العملية في حوض السباحة، كما يتوجب على الأطفال بعمر 10 و11 سنة الغوص مع أحد الوالدين، أو مدرب الغوص بعد حصوله على الرخصة، أما بالنسبة للأعمار من 12 - 14 سنة، فيجب عليهم الغوص مع شخص بالغ.
مواقع الغوص
من أبرز المواقع التي يفضل الكثير من الأهالي والأبناء التوجه إليها، تلك الموجودة في دبا الفجيرة وخورفكان، حيث صفاء الماء ووضوح الرؤية، وتوفر أشكال مختلفة من الأحياء البحرية الجميلة، والشعاب المرجانية الجذابة والغنية بالألوان الزاهية التي تثير اهتمام الأطفال وتجذب انتباههم وتشجعهم على الاستكشاف والاستمتاع بهذه التجربة.
تفوّق
ويرى الكابتن محمد من واقع تجربته في تدريب الأطفال، أن العديد منهم أثبتوا تفوقهم على البالغين في الغوص، من حيث إتقانهم والتزامهم بقوانين الغوص الصحيحة. ومن المواقف الطريفة التي تحدث من حين إلى آخر، أن الأطفال يقومون في بعض الأحيان بتصحيح معلومات البالغين المتعلقة بالغوص. ويشير إلى أهمية دور الأهل في تشجيع وتحفيز أطفالهم على هذه الرياضة، والقيام بالأنشطة التطوعية في البيئة البحرية لتنظيف قاع البحر، وكذلك حملات زراعة الشعاب المرجانية التي تعد مأوى للكثير من الأحياء البحرية، ومصدراً لغذاء بعضها.