خولة علي (دبي)
توفِّر حديقة التماسيح في منطقة الورقاء بدبي، تجربة تعليمية وترفيهية ممتعة للعائلات والزوار من مختلف الأعمار، وتعزز الوعي بالحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئي، وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، كما تسهم في البحث العلمي والتعليم وتعزيز السياحة والترفيه.
تُعتبر الحديقة فرصة مثالية للتعرف على دورة حياة التماسيح وفهم سلوكياتها وأهمية دورها البيئي والتفاعل معها بطرق آمنة، تحت إشراف متخصصين من مربي التماسيح، لتسهم في إثراء المعرفة الثقافية للزوار، وتحمي البيئة المائية والمناطق الطبيعية التي تأوي التماسيح والكائنات الأخرى.
250 تمساحاً
زيارة قصيرة لحديقة التماسيح، تنقل المرء في رحلة مليئة بالتشويق عند مشاهدة أشرس أنواع الزواحف في بيئة فطرية، صُممت خصيصاً لتحافظ على وجودها وتكاثرها، في ظل عرض تعليمي علمي وتثقيفي ممتع.
الحديقة التي تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، صمِّمت لتلائم البيئة الطبيعية لتمساح النيل، الذي يعيش في مياه الأنهر والبحيرات في شرقي وجنوبي القارة الأفريقية، وتضم الحديقة 250 تمساحاً نيلياً، وهو حيوان اجتماعي بامتياز، حيث يعيش في مجموعات يتفوق فيها عدد الذكور بنسبة 3 أضعاف عدد الإناث.
وتُعتبر هذه التماسيح من أضخم المفترسات ولا تتوقف عن النمو، حيث يمكن أن يصل طول الذكر لأكثر من 5 أمتار، ووزنه لأكثر من 500 كجم، ويعيش تمساح النيل ما بين 70 و100 عام.
3 مرافق
تتضمن حديقة التماسيح 3 مرافق رئيسة، منها منطقة الأحواض، متحف التماسيح، وأكواريوم التماسيح، وتشمل منطقة الأحواض 3 برك مع جزر وشواطئ رملية يعيش فيها 150 تمساحاً تصل أعمارها إلى 25 عاماً تقريباً، ويمثل المتحف وجهة مهمة وفريدة للتعرف على قدرة التماسيح على البقاء والتكيف مع تقلبات المناخ والطبيعة، والنجاة من موجات الانقراض التي أدت إلى إنهاء حياة حيوانات مثل الديناصورات. أما الأكواريوم فيمكّن الزوار من رؤية التماسيح تحت الماء واكتشاف قدراتها البرمائية.
وضع البيوض
وتكشف حديقة التماسيح عن حدث مهم، وهو موسم وضع البيض، الذي يأتي مرة في السنة، حيث تقصد الإناث مناطق التعشيش المخصصة لها لوضع بيضها في الرمال بانتظار حياة جديدة للفقس وخروج الصغار. هذا ما يشير إليه مارك غانسوانا المنسق الرئيس للحديقة، لافتاً إلى أن إناث التماسيح النيلية بإمكانها وضع ما يصل إلى 60 بيضة دفعة واحدة، ويكون التعامل معها بعناية فائقة في جحر رملي لمدة تصل إلى 90 يوماً، وتُحدد درجة حرارة العش مصير الصغار من ناحية النوع ذكوراً أم إناثاً.
وعندما يفقس الصغار تحملهم الأم بحنان إلى الماء لتبدأ رحلتهم الأولى في عالم البحث عن الغذاء، وعلى الفور تستطيع اصطياد فرائسها الصغيرة من الحشرات.
وعلى الرغم من جهود إناث التماسيح في الطبيعة لرعاية البيض والاهتمام بالصغار، فإن 1 % فقط منها يصل إلى مرحلة البلوغ.
تجهيز الأعشاش
ويؤكد غانسوانا أن تلك العملية ليست مجرد واجب تكاثري، بل هي جزء حيوي من حياة التماسيح، لاستكمال الدورة التناسلية بشكل طبيعي، وهذا أمر ضروري لرفاهيتها واستمرار عيشها.
وتتمثل جهود فريق العمل في فحص ورصد الإناث وجمع البيض بعناية شديدة خلال فترة الفقس، إضافة إلى مراقبة وضمان رعاية الصغار بشكل فعّال، كما تجهز وتحفر الأعشاش بعناية بالموقع، مع قياس درجة الحرارة وتحديد حجم العش، إضافةً إلى فحص البيض بعناية لأن الحجم، ومعدل الخصوبة، وجودة القشرة تعطي أفضل مؤشر على صحة الإناث.
مغامرة
تُسهم حديقة التماسيح في الحفاظ على تمساح النيل من خطر الانقراض، عن طريق توفير إطار تحفيزي ملائم للبحث ودعم المبادرات والعمل الميداني في هذا المجال.
كما تقدم تجربة مليئة بالمغامرات حيث تمكّن الزوار من التعرف على حياة التماسيح ومقابلة صغارها والتقاط الصور معها، فضلاً عن توفير برامج تعليمية لطلبة المدارس من عمر 4 إلى 15 عاماً، لخوض تجربة تعليمية ممتعة في ردهات الحديقة.