لكبيرة التونسي (أبوظبي)
سجلت المرأة الإماراتية حضورها الفاعل في مختلف المجالات، وحققت إنجازات استثنائية، ولعبت أدواراً مهمة في التنمية المستدامة، لتصبح اليوم قوة مؤثرة في ساحات العمل والإنتاج والاقتصاد الوطني المستدام. وجاء تألقها نتيجة للدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة، والتي أخذت بيدها نحو التقدم، وهيأت لها كل عوامل النجاح والتميز. وبمناسبة «يوم المرأة الإماراتية» الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام، لا بد من تسليط الضوء على سيدات إماراتيات تألقن في مجال عملهن، ونجحن في تحقيق أحلامهن بالإصرار والعزيمة، وساهمن بإخلاص في دعم مجتمع الإمارات، للتأكيد على دورهن كشريك للرجل في التنمية والازدهار.
ريادة الأعمال
تألقت المرأة الإماراتية في مختلف المجالات وتبوأت مختلف المناصب، بما فيها ريادة الأعمال، وتذكر الدكتورة شفيقة العامري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لرائدات الأعمال، أن الجمعية التي تأسست في 2 ديسمبر 2022، بهدف تشجيع الإبداع والابتكار، تعمل على تدريب وتأهيل رائدات الأعمال، وتزويدهن بالاستشارات المتخصصة، وتنظيم المؤتمرات والملتقيات الاقتصادية والمجتمعية داخل الدولة وخارجها. وتستهدف رائدات الأعمال المنتسبات للجمعية وربات البيوت اللاتي يرغبن في تأسيس مشاريعهن الخاصة، وكذلك طالبات الجامعات والمدارس والخريجات، والمرأة العاملة وصاحبات الهمم، ونزيلات المؤسسات الإصلاحية والعقابية. وتقول: «في هذه المناسبة، نستعرض الإنجازات والمكاسب التي حققتها المرأة الإماراتية في مختلف القطاعات والمجالات، فلقد لعبت دوراً بارزاً في القطاع الاقتصادي، وقد شهدنا نماذج مشرفة من سيدات أعمال يدرن مؤسسات بحجم أعمال ضخم، وقد نجحن في إثبات قدراتهن على الرغم مما يتطلبه هذا القطاع من جهد وصبر».
استدامة
عائشة بن حيدر، عضو في الفريق الإبداعي في عام الاستدامة، وهي مصممة تتمتع بشغف استكشاف القضايا الاجتماعية ومواضيع الحنين إلى الماضي، تسهم بخبرتها في الهوية البصرية وتصميم المنتجات من خلال دورها الاستراتيجي ضمن فريق عام الاستدامة. كما عملت على إطلاق مشروع «استدامة كرافت»، وهو تجربة ألعاب غامرة تهدف إلى تعريف الأطفال بالاستدامة، حيث تعاونت عن كثب مع مطوري الألعاب، كي يعكس تصميم اللعبة الأنظمة البيئية في الإمارات بشكل دقيق. تقول: «إن (يوم المرأة الإماراتية) أكثر من مجرد مناسبة، هو لحظة للتوقف والتأمل في النعم الخفية التي تملأ حياتنا اليومية كنساء في دولة الإمارات، ونحن محظوظات للغاية بفرص النمو التي نحظى بها. لقد فُتحت لنا الأبواب على مصراعيها، ما منحنا الحرية كنساء في تحديد مسارنا في وطن الأمن والسلام».
دعم لا محدود
من جهتها، تقول عائشة حاضر المهيري، مديرة الإنتاج والتصميم في عام الاستدامة: «درست الفنون البصرية في كلية الفنون بجامعة زايد، وتتمحور أعمالي حول التركيبات الفنية المستدامة التي أبحث من خلالها في كيفية تطور المواد وتغيّرها بمرور الزمن، وأحرص على استخدام مواد تروي قصصاً تربطنا بأجدادنا، مثل المواد التي أجمعها من قاع البحر خلال رحلات الغوص». وتضيف: «ما حققته في حياتي حتى اليوم يرجع إلى الفرص التي أتاحتها لي الإمارات لمشاركة إنتاجي وأعمالي الإبداعية. لقد سمحت لي هذه التجارب بصقل مهاراتي وتوسيع نطاق تجاربي، لأعمل كل مرة بطاقة أكبر، وأسهم بشغف كبير وإصرار أكبر على رد الجميل للوطن الغالي».
رحلة نجاح
هند الجابر، اختصاصية علاج طبيعي في أمانة للرعاية الصحية، التحقت بكلية فاطمة للعلوم الصحية، وتعتبر أن اختيارها لهذا المجال جاء بسبب شغفها بمساعدة الآخرين ورغبتها بدعمهم، واهتمامها الكبير بفهم آلية عمل الجسم البشري، وسبل تحسين حالة الأفراد البدنية والصحية بشكل طبيعي وغير جراحي في التغلب على الإصابات والأمراض التي تؤثر على حركتهم وحياتهم اليومية. تقول: «خلال تدريبي، أحببت الرعاية المقدمة للأطفال التي تسهم في تطورهم الحركي، وأذكر اللحظة التي رسخت قناعتي بأن مكاني هو تخصص العلاج الطبيعي، عندما قمت بمساعدة طفل صغير يعاني تأخراً في التطور الحركي. هذه التجربة جعلتني أدرك قوة العلاج الطبيعي في تحسين حياة الأطفال». وترى الجابر أن المرأة الإماراتية أثبتت دورها في القطاع الطبي، وضمن مختلف تخصصاته، منوهة بأن بنات الوطن حصلن على أعلى المؤهلات في الطب، وأفضل مستويات التدريب من أرقى الجامعات والمؤسسات الصحية. وتنصح الراغبات في دخول المجال الطبي بالاستمرار في التعلم وخوض التحديات، ومواصلة تطوير مهاراتهن وإثراء معرفتهن الذاتية.
رعاية صحية
وتتحدث فاطمة عادل الحوسني، ممرضة في قسم الجراحة بمدينة الشيخ شخبوط الطبية، عن دعم دولة الإمارات للمرأة، وتقول: «بدأت مشواري المهني في التمريض بإصرار لأكون في موقع يستحق هذا التقدير، من خلال مواصلة تطوير مهاراتي لأسهم بما يمكنني تقديمه لاستدامة وازدهار الرعاية الصحية وخدمة المجتمع الإماراتي، ومساعدة المرضى والتخفيف عنهم، في حين قد يستصعب البعض عمل الممرضة لما تحمله من تحديات متمثلة في ساعات العمل الطويلة والضغوط النفسية، إلا أن الشعور بقيمة العطاء هو الإنجاز الحقيقي لي، وأسعى لأكون على قدر هذه المسؤولية».
إنجازات
تقول إيمان العمراني، مسؤولة الاستشارات الرقمية للجهات الحكومية الإماراتية في «أمازون ويب سيرفيسز»: في «يوم المرأة الإماراتية» نحتفي بالإنجازات الرائعة التي حققتها النساء على مرّ السنين، والأدوار المحورية التي لعبنها للمساهمة في تقدم دولة الإمارات. وبالنسبة لي، لا تقتصر المناسبة على تقدير المرأة والإشادة بدورها وإنجازاتها، بل تمثل فرصة لإلقاء الضوء على قدرتها في إحداث التغيير في مجالات مختلفة في القطاعين العام والخاص. وبصفتي مسؤولة الاستشارات الرقمية للجهات الحكومية الإماراتية في «أمازون»، يتمثل دوري في تحسين العمليات وإحداث تطور ملحوظ بما يتماشى مع أهداف الشركة. وتضيف: خلال عملي في مجال التكنولوجيا على مدى 20 عاماً، تعلمت أنه علينا أن ندرك الأهمية الكبيرة لآرائنا كنساء، والقيمة النوعية التي نقدمها والتي تعزز أداء فرقنا وتثري بيئة عملنا وتسهم في مسيرة تقدم بلدنا. ومن الأسباب التي دفعتني إلى الالتحاق بوظيفتي، الارتقاء بمستوى خدمة العملاء، حيث توفر ثقافة العمل الشمولية الظروف الملائمة لتمكين المواهب وتعزيز قدراتها الإبداعية ما يسهم في تقدمها على الصعيدين الشخصي والمهني.
تميّز
تذكر الدكتورة عايدة العوضي، استشاري ورئيس قسم الأورام وأمراض الدم بمدينة الشيخ شخبوط الطبية، أن تمكين المرأة في هذا القطاع الحيوي يسهم بكل تأكيد في استدامة خدماته، إلى جانب تعزيز قدرات الطبيبة والممرضة والاختصاصية في الخدمات الطبية المساندة وسواها، لتقدم أفضل ما لديها من خلال تسخير الإمكانيات المتاحة لها للتميز والتألق. وتقول: «من موقعي كاستشارية في الأورام وأمراض الدم، حرصت على التزود بالعلم والخبرات وإجراء الأبحاث الطبية لأمثل المرأة الإماراتية بالصورة المشرفة». وكرمت العوضي في محافل محلية وعالمية عدة، وحازت «جائزة المرأة في علم الأورام 2022» من جمعية الإمارات للأورام، و«جائزة التميز في أبحاث الرعاية الصحية 2023» من «بيور هيلث»، وتحرص على تقديم المزيد في مجال الرعاية الصحية.