عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تعبّر الفارسة الإماراتية روية سالم عن نظرتها للخيول، وكيف أسهمت في تغيير حياتها ومنحها الحرية والسعادة، مشيرة إلى أنها تشفي الإنسان من الهموم والضيق وتساعد على التعافي من الاكتئاب، وذكرت أن ممارسة الفروسية قرَّبتها من عالم مليء بالأسرار، كما تعلمت من الخيل خصال الشجاعة والصدق والمحبة.
فارسة ملهمة
عندما بدأت روية ممارسة الفروسية، لاحظت تغيّر حياتها للأفضل، وبعد مرور عدة سنوات نضجت تجربتها وأصبحت ملهمة لبنات جيلها، وباتت تروج لهذه الرياضة الجميلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتشارك في المسابقات الرياضية، وتقدم التوعية عما للفروسية من مردود إيجابي على الصحة البدنية والنفسية للكبار والصغار.
شاركت روية في بطولات قفز الحواجز، وهي من السباقات التي تتطلب التحمل والذكاء، وأصبحت أكثر شجاعة وجرأة في امتطاء الخيل والانطلاق به في سباق مع الريح، موضحة أنها تستمتع بهذه الرياضة إلى حد كبير، ما دفعها إلى نقل هذا الشغف عبر التدريب والتوعية والتشجيع.
البدايات
بالحديث عن البدايات، قالت روية سالم إنها في عام 2019 انضمت إلى دورة لتأهيل الفرسان التأسيسية للعنصر النسائي، ومنذ تلك اللحظة تعلقت بهذا العالم وازداد شغفها به، فعملت على تطوير نفسها واكتسبت العديد من المهارات. ومع ممارسة رياضة الفروسية، نجحت في بناء علاقة جيدة ووطيدة مع الخيل، وكانت تقدم لها مكافآت مثل التفاح والجزر وبعض السكاكر. ومع مرور الوقت، وبالبحث والدراسة باتت تتفهم سلوكها ومشاعرها، وما يغضبها ويسعدها.
مهارات خاصة
وذكرت روية سالم أن تعامل الشخص مع الخيل يتطلب مهارات خاصة، كي يبادله الفرس الشعور نفسه، موضحة أنها اختارت رياضة الفروسية عن قناعة تامة، حيث لعبت دوراً كبيراً في صقل شخصيتها وغيّرت من نظرتها لمختلف الأمور، حيث بدأت تضع خططاً للحياة مع المزيد من الإصرار والتحدي لتحقيق أهدافها، كما منحتها القوة والشجاعة نفسياً وفكرياً وسلوكياً.
موروث أصيل
وأضافت: أقدم حصصاً تدريبية بـ«ربدان للفروسية»، البيئة المحفزة للعنصر النسائي، ومن طموحاتي أن أكون فارسة قفز عالمية، فبعدما تجاوزت مختلف التحديات اقتنيت فرساً خاصاً بي، وأبذل قصارى جهدي لأطور من نفسي في هذا المجال وأكون مستعدة للمشاركة في بطولات لقفز الحواجز، وألهم الجيل وأشجعه للحفاظ على هذه الرياضة التي تعتبر من الموروث الإماراتي الأصيل.
أكاديمية للفروسية
وقد شاركت روية سالم في بطولة قفز الحواجز المحلية بأكاديمية أبوذيب - أبوظبي 2024، وفي بطولة الإمارات لقفز الحواجز - أبوظبي 2024. وتتطلع إلى تأسيس أكاديمية للفروسية، وتسعى إلى تحقق الريادة في قفز الحواجز لتمثل الإمارات محلياً وإقليمياً ودولياً، وتقدّم دورات تثقيفية وورش عمل توعوية في مختلف التخصصات في مجال الفروسية بالتعاون مع ملاك الخيل والإسطبلات. وتركز على كسر حاجز الخوف من ركوب الخيل، ونشر ثقافة هذه الرياضة بين مختلف الفئات العمرية.
محتوى هادف
نجحت روية سالم في الحصول على العديد من الشهادات، فهي محاضر ومدرب تخصصي معتمد في مجال الفروسية، وخبير إدارة إسطبلات خيل معتمد، ومسعف أولي معتمد للخيول، واختصاصي تغذية خيول، ومسعف أولي للطوارئ.
وقالت: حالياً أقدم محتوىً هادفاً يتعلق بالفروسية والخيل عبر مواقع التواصل، لتقريب الناس من هذه الرياضة النبيلة، وتوعيتهم بأهميتها وإيجابياتها، كما أحفز النساء على ممارسة هذه الرياضة لما لها من فوائد نفسية واجتماعية كبيرة.
الثقة بالنفس
بدأت حكاية روية مع عشق الخيل منذ سنوات، حيث تلقت الدعم والتشجيع من الأهل والأصدقاء، وازداد تعلقها بهذه الرياضة النبيلة بعدما احتكت بالخيل ووجدت فيه صفات الشجاعة والقوة والأنفة وعزة النفس، مؤكدة أن الخيول تكسب الأشخاص صفات الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والصبر والشجاعة والقوة.
وتسهم روية في نشر رياضة الفروسية بين فئات المجتمع، بما فيها أصحاب الهمم، لاسيما أن ممارسة هذه الرياضة تحقق الراحة النفسية، والتعامل مع الخيل ينعكس على هذه الفئة بالإيجاب.
