لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عند زيارة بعض المعارض أو الفعاليات الفنية، تستكشف مدى انجذاب هذا الجيل إلى رسم شخصيات أفلام الكرتون وتصميم الملصقات وفواصل الكتب المستوحاة منها.
حراك فني يغني الساحة الإماراتية ويغذيها بمجموعة من الطاقات الشابة، التي ساهم فيها التشجيع على المشاركة في مختلف المعارض والمسابقات، ما دفع الكثيرين إلى استحداث مشاريع صغيرة تروّج لإنتاجاتهم الإبداعية.
فماذا يرسمون؟ ومن أين استوحوا إبداعاتهم؟.
أعمال ملهمة
قالت الدكتورة عفاف راضي، الناشطة في مجال انتقاء الرسامين الموهوبين للمشاركة في مختلف الفعاليات والمعارض، إن هذه الحركة البانورامية الثرية تغني الساحة الفنية، حيث إن، الكثيرين يبدعون أعمالاً ملهمة، مثل تصميم أغلفة كتب أو رسم قصص مصورة، موضحة أن الرسوم متنوعة، لكن الطابع الغالب هو رسوم «الأنمي»، حيث تستقطب بعض الشركات والمجلات المتخصصة في رسوم «الأنمي» ورسوم الأطفال هذه الفئة للعمل معها، كما تتيح هذه الفرصة للشباب لقاء مختلف الفنانين وتبادل الخبرات والاستفادة من المهارات عالية المستوى، إلى جانب استفادتهم من العديد من ورش العمل التي ينفذها كبار الفنانين وتثري خبراتهم وتزودهم بأدوات العمل اللازمة. كما يعمل الكثيرون على الترويج لمنتجاتهم ومشاريعهم الصغيرة الخاصة بالرسم على الحقائب وتحويل الرسوم إلى ملصقات وميداليات، وسواها من الأدوات التي تستهدف أقرانهم.
أسرع وأسهل
وأشارت الفنانة حنان رشاد، معلمة تربية فنية، إلى أن الرسوم الكرتونية هي الأقرب إلى ذائقة الشباب، وتسمح بالمبالغة في النسب وتغيير معايير الرسم والتصوير، فمثلاً يمكن زيادة طول الجزء الأعلى من الجسم وتقليص الجزء الأسفل. وإذا أراد موهوب رسم رجل مبتسم، يمكنه رسم الفم والأسنان بشكل أكبر، وبحرية في التعبير، بدون الالتزام بمعايير وفنون الرسم والتلوين، وبذلك تصبح الرسوم الكرتونية أسرع طريق للإبداع وإيصال المعلومة.
العلاج بالفن
هناء عمار، فنانة تشكيلية، توظف الفن في العلاج وتعزيز الهوية، حيث تعمل على تطوير المواهب وابتكار أفكار إبداعية لتعزيز الهوية عبر الرسم، موضحة أنها تستثمر موهبة محبي هذا النوع من الرسم لتطويره بما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع المحلي، حيث إنه الأقرب إلى قلب وعقل الشباب، لأن موضوعاته تنمي الخيال، وتناقش القيم كالحق والعدل والجمال والتسامح، لترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم.
وتستخدم هناء الفن كوسيلة للعلاج، مؤكدة أن العلاج بالفن يساعد الشخص الذي يعاني الاكتئاب، لإبداع رسم توضيحي يعبر عن مشاعره وإحساسه باليأس، الأمر الذي يساعد على منحه القدرة على تحقيق أهدافه.
وتابعت أن الفن يشكل جسراً بين العقل والجسد، ويساعد الأشخاص على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وتجاربهم بطريقة إبداعية، ويعزز الصحة العقلية والعاطفية، ويحسّن الوعي الذاتي، ويدعم رحلة التعافي والشفاء.
ذاكرة
وترى حمدة الخاجة، خريجة جامعة زايد فنون جميلة، أن المشاركة في المعارض لها الدور الكبير في تكوين العلاقات والتعرف على مختلف الأشخاص في شتى المجالات، مؤكدة أنها طوّرت نفسها، وتبحث دائماً عن الأفكار الجديدة بما يتلاءم مع أسلوب هذا الجيل الذي يميل إلى رسم «الأنمي» نظراً لما تخزنه ذاكرته من مشاهد لأفلام الكرتون.
وهي تجيد رسم قصص الأطفال بطرق جديدة وممتعة، حيث يمكن قراءة القصة على الغلاف ويوجد في الصندوق أنشطة جاذبة تحت عنوان «عالمي الصغير»، إلى جانب رسم أفكار ورسائل هادفة على الحقائب مستوحاة من يومياتها.
وترى أن اليافعين يميلون إلى رسم «الأنمي» و«الكرتون» و«الكوميكس» وسواها، لأنها تستقطب أقرانهم.
شغف
أشارت مريم زينل، إلى أنها تعتمد في رسم «الأنمي» على ما تختزنه ذاكرتها، حيث كانت شغوفة بمتابعة أفلام ومسلسلات الكرتون، ولفتت سارة محمد إلى أن معظم أعمالها تستهدف الفئة العمرية الصغيرة، فهي تعتمد على رسم «الأنمي» المنتشر والمعروف في اليابان، وتروّج لأعمالها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
الطبيعة والخيل
بدأت هتان المرزوقي الرسم في سن الـ 5 سنوات، ثم طوّرت نفسها واستفادت من ورش فنية عدة، بعدما لاحظت والدتها شغفها في هذا المجال.
وهي تحب رسم الطبيعة والخيل، وقد استفادت من مشاركتها في بعض المعارض، حيث تعلّمت كيف تصحح وتتعلم من أخطائها، كما اكتسبت مهارات عدة حيث تتطلع لدخول دورات فنية أخرى لصقل موهبتها.